skip to main |
skip to sidebar
هيكل.. طلاسم 67 ومعركة مع الذات
function PopReadonlyMetadataAudio()
{
var winShowMedia = window.open('/Channel/KServices/SupportPages/ShowMedia/showMedia.aspx?fileURL=/mritems/streams/2009/8/20/1_935358_1_13.mp3&ImgURL=/mritems/images/2009/2/19/1_895258_1_34.jpg','ShowMediaWin','width=590; height=450; scrollbars=1'); winShowMedia.focus();}
ضيف الحلقة: محمد حسنين هيكل
تاريخ الحلقة: 20/8/2009
- تقدير الموقف وتحديد الأولويات- ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة- اختبارات الكبرياء والتفاهم مع أميركاتقدير الموقف وتحديد الأولوياتمحمد حسنين هيكلمحمد حسنين هيكل: مساء الخير. في الأيام والأسابيع والشهور التالية لأحداث 5 يونيو سنة 67 رحت أراقب جمال عبد الناصر وأحاول كقارئ للتاريخ وكدارس للتاريخ ربما أن أتأمل رجلا في مثل هذا الموقف وأنا أعلم أنه في رجال قبله واجهوا هذا الموقف، لكن جمال عبد الناصر كان على وجه اليقين في هذه الشهور أنا بأعتقد أنه كان بيعيش أمجد -يمكن ربما والتعبير قد يبدو غريبا- لحظات حياته لأنه هنا في هذه اللحظات كان الصراع السياسي والإنساني الذي يجري داخله وفي أعماقه وأمامه ومن حوله صراعا هائلا الحقيقة، أظن أنه في هذه الفترة كان رجلا أمامه الموقف الذي وجد نفسه فيه وهو متشعب، مصري في الداخل عربي في الإقليم عالمي على اتساع السياسة الدولية كلها، لكن في اعتقادي أن الصراع الغريب والأخطر والأقسى والأكثر أظن الأكثر نبلا كان صراع هذا الرجل مع نفسه لأنه في هذه اللحظة كان البطل الأسطوري فيه في صراع كبير مع رجل الدولة فيه الثائر المتصور أن جماهيره وحشود جماهيره هي قوته، الآن أصبح عليه أن يواجه حقائق أولها أن يواجه وأن يقمع وأن يسيطر تماما على كبريائه. هذا رجل في السنين السابقة وعلى أقل تقدير منذ السويس وحتى قبل 67 هذا رجل نظر إليه في العالم العربي وفي العالم الثالث وفي العالم الخارجي وفي حركة التحرر الوطني على أنه شخصية أسطورية والآن في عدة أيام تحول الموقف، الموقف تحول وبطريقة صادمة وبسرعة ولم تكن متوقعة، ثم خرج الناس في العالم العربي كله وفي العالم الثالث وفي مصر يطالبونه بالعودة وقد بقي لكنه بقي وأمامه مسؤوليات كبيرة جدا عملية عسكرية واقتصادية واجتماعية وسياسية ثم أن عليه أيضا أن يتأقلم مع ظرف آخر مختلف، لم تعد هنا الأسطورة هي الفاعلة ولا الوقوف أمام الناس والكلام قدام الناس وتحريك الأحداث بهذه الطريقة اللي ممكن.. هذا رجل وقف في يوم من الأيام وجه حديثا لرئيس وزراء العراق السيد عبد الوهاب مرجان وقال له اخرج يا مرجان وفي اليوم الثاني سقطت الوزارة، رجل كان في مقدوره أن يحرك الدنيا كلها من خارج المحيط، الآن أصبح ضروريا عليه أن يحسب حساب كلماته وأن يحسب حساب خطواته وأن يواجه موقفا أنا أتصور أنه هنا هذا الصراع وعمق هذا الصراع.. أنا كنت بأشوفه مرات بأشوف كيف أن هذا الرجل يستدعي إرادة غير طبيعية وأظن أني أنا شفته -علشان أبقى منصفا- أني شفته مرات أيضا القيد الحديدي للإرادة يسقط مرات أو يتهاوى مرات وتبدو ملامح غضب أو تبدو تصرفات غضب لكن ما يلبث أن يسيطر على أعصابه لأن الظروف كانت تحتمل أمامه حاجة ثانية. أظن أن هذا الرجل كان وأنا أتابعه وأنا تابعته خصوصا يعني هذه الفترة من يونيو 67 وحتى رحل الرجل إلى رحاب ربه في سبتمبر سنة 1970 هذه فترة ثلاث سنوات وثلاثة شهور لكني أعتقد أنها بالنسبة لهذا الرجل كانت سنين طويلة جدا في أحداثها وفي وقائعها حتى وإن كانت السنين فيها قصيرة بالحساب، لكن في هذه الفترة أظن أن هذا الرجل كان محتاجا إلى جهد خارق وغير عادي وأنا شفته في هذه الفترة وأظن أنها زي ما قلت إنها أمجد لحظات حياته في صراعه مع نفسه وفي صراع البطل مع كبريائه وفي صراع الثائر مع رجل الدولة أظن أن هذا الصراع مع النفس كان عنصرا مهما جدا كان ظاهرة مهمة جدا وأظن أنني تابعتها عن قرب شديد جدا لأنه في هذه الفترة شاءت الظروف أن أقترب منه أكثر مما كنت قريبا منه لأن عددا من أصدقائه واحد من أقرب الأصدقاء له مثلا وهو عبد الحكيم عامر اختفى وترك فراغا وراءه، في فراغات كثيرة قوي حدثت في حياته وهو ما كانش عاوز يشوف ناس يعني كان في تلك الفترة ما كانش زي ما بيقولوا ما هواش مستعد لأن يعرض Expose ما كانش مستعدا أن يعرض نفسه على كثيرين ولا تفكيره الداخلي ولا مشاعره الداخلية لأنه هنا كان رجل الصراع فيه الألم.. الصراع الداخلي بالألم أظن كان كبيرا جدا وأظن هذه فترة تستحق الاحترام جدا في حياة جمال عبد الناصر بصرف النظر عن أي اعتبار آخر، وأظن أنه وأنا بأكتب العبارة التي وضعت على ضريحه والتي قلت فيها "في رحاب الله، رجل عاش لأمته واستشهد في سبيلها" أظن أني أنا كنت فيها متأثرا جدا بما رأيته خلال ثلاث سنوات وثلاثة أشهر وهذا الرجل يصارع الظروف كلها ويحاول أن يعوض بعض ما جرى أو يحاول أن يعوض ما جرى وأن يصارع هذه الكبرياء الموجودة وهي طبيعية لرجل دللته الأمة كما لم تدلل رجلا آخر وأظن أنها أعطته كثيرا جدا يعني، أظن أن إرادته كانت بدأت أو القيد اللي وضعه على نفسه الصرامة اللي أخذ نفسه بها في هذه الفترة أنا أظن أنها كانت خارقة للعادة وأنا أتابعه أنا شفت كيف حدد هذا الرجل أولوياته شفتها وشفتها بعيني يعني أقصد شفتها بعيني وشفتها أيضا بعين حد دارس للتاريخ أو حد قارئ للتاريخ يعرف بشكل أو آخر بعض الشيء عما جرى في أحوال العالم وفي أحوال الأمم. أول حاجة عملها جمال عبد الناصر أظن فورا على الفور أنه قدامه ثغرة في قيادة القوات المسلحة وهي المترتبة على اختفاء عبد الحكيم عامر من القيادة يعني في ذلك الوقت كان موجودا الرجل في بيته أو في بيوت ناس أصحابه لكن كان موجودا لكن المكان الموجود في القيادة فرغ أصبح فارغا وكان ضروريا ملء هذا بسرعة جدا وأظن أن جمال عبد الناصر أدرك أنه قبل أي حاجة ثانية وده حصل يوم 10 بالليل وقعت اختياراته واختياراته كانت واضحة، محمد فوزي قائدا عاما للقوات المسلحة وعبد المنعم رياض رئيسا لأركان حرب، هو وزع الاختصاصات تقريبا هو اعتبر نفسه، واحد المسؤول عن عملية الإمداد بالسلاح لأن عملية إعادة التسليح في ذلك الوقت وهي حيوية جدا تقتضي العمل فيها على أعلى مستوى ولا يمكن أن يتولاها أحد غيره في اعتقاده في ذلك الوقت وأنه لا بد أن يتولاها ومع القيادة السوفياتية وبطريقة مختلفة، وهنا أيضا كان ترويض النفس جزء كبير جدا من ترويض النفس لأن هو كان عتبان على القيادة السوفياتية بعض ما بدا من قصورها وإن كان ضد على طول ضد أي حملة عليها في ذلك الوقت لكن الأزمة بصرف النظر الأزمة ذروة الأزمة فاتت أعقاب الأزمة باقية وهو في أعقاب الأزمة يحتاج إلى أن ينظم فكره وصفوفه وخطة عمله إلى آخره، لكن هو أخذ على نفسه مسألة الإمداد بالسلاح. الفريق محمد فوزي كان عليه مهمة إعادة الضبط ومهمة إعادة النظام والانضباط في القوات المسلحة والتدريب وأظن أن الفريق عبد المنعم رياض كان عليه أنه تصور التخطيط لما هو قادم لأن التخطيط لما هو قادم في اعتبار جمال عبد الناصر في ذلك الوقت أنه ليس هناك مبرر لعودته إطلاقا إذا لم يكن الموضوع الأساسي في ذهنه هو كيف يمكن العودة إلى ميدان القتال وأظنه كان واضحا جدا في هذا، وأنا أفتكر أنه من أول يعني على يوم 13، 14 كانت تعليماته للفريق فوزي وعبد المنعم رياض أنه تحت أي ظرف من الظروف وبكل طريقة ممكنة الموقف على جبهة قناة السويس لا ينبغي أن يبرد مهما كان الثمن، فهنا أظن أن هذه الخطوة الأولى كانت هي أول حاجة. الحاجة الثانية اللي قدامه أن يبحث في موقف في رؤية الموقف كله بقى، هو سد ثغرة بتعيين فوزي وعبد المنعم رياض هو سد ثغرة مهمة جدا بدت فارغة في قيادة القوات المسلحة وهي المهمة، لأنه هنا مطلوب لم شتات هذا الشتات من القوات المسلحة ومطلوب أيضا إعادة ربطه وإعادة تنظيمه ووضعه في موضع المسؤولية وتكليفه بأن تبقى الجبهة حية وساخنة ولا تبرد، أظن دي كانت المهمة الأولى ولكن بعد هذه المهمة الأولى هو أظنه بدأ يبص في الصورة حواليه أوسع. الغريب لما أنا أبص لأولوياته ألاقي أنه تقريبا الأولويات اللي هو حطها قدامه غريبة جدا كيف تطابقت رؤى العالم الخارجي لما ينبغي أن نفعله مع ما رأيناه نحن في ذلك الوقت أو مع ما رآه هذا الرجل في ذلك الوقت في مواجهة مسؤوليته، أنا ألاقي قدامي على سبيل المثال أنه هو في محاولة لتقدير موقفه في محاولة من مجلس التقديرات هناك في الولايات المتحدة الأميركية وفي وكالة المخابرات المركزية وبالتعاون مع وزارة الخارجية وبالتعاون مع مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض هناك هيئة اسمها هيئة التقديرات National Estimate هذه الهيئة مهمتها تقدير الموقف ما هياش عندها كل المعلومات لا تفعل ما بتخططش للمستقبل لكن تحاول تقدر مواقف واسمها هيئة تقديرات المواقف، هذه الهيئة في ذلك الوقت وأنا قدامي تقرير سري لها إدته للبيت الأبيض وإدته لرئيس الـ CIA بتقول ما هي احتمالات بقاء جمال عبد الناصر، ما هي الاحتمالات التي تواجه هذا الرجل في مصر، قدامي التقرير وغريبة جدا أن هذا التقرير هو عنوانه التقرير عنوانه Nasser's Prospects for Survival فرص بقاء جمال عبد الناصر، Survival هنا البقاء مش مجرد الحياة أن يبقى يعني يعيش، فتاريخ التقرير 15 يونيو يعني على طول بعد تقريبا أقل من أسبوع مما جرى، لكن هذا التقرير فيه عدة.. فيه بالضبط قدامي تقريبا 12 عامل، التقرير ده بيقول إن جمال عبد الناصر في موقف في منتهى الصعوبة لكن، واحد يمكن القول إن المظاهرات التي جرت تأييدا له في كل العالم العربي قد قوت شعبيته مؤقتا، ونمرة اثنين إنه ليست لدينا معلومات عن محاولات للإطاحة به ومن غير المحتمل أن يظل موجودا خلال الشهر المقبل، بيقدروا أنه شهر، وبعدين ومهما فعل فقد اهتزت سلطته داخل نظامه كما أن هناك شكوكا تحيط باستمرار التأييد له، وبعدين ليست لدينا معلومات نستطيع أن نحكم بها على مدى القلق الذي يسود القوات المسلحة، وخمسة وعلى مدى أطول فإنه ليست هناك فرصة لدى ناصر للخروج من آثار الضربة ولا من تجاوز نتائجها، ستة إذا لم يتمكن ناصر من تحقيق نجاح دبلوماسي ضد إسرائيل في الغرب فسوف يزداد موقفه صعوبة، وسيلته إلى ذلك -إلى أنه ينجح قدام إسرائيل في الغرب- أن يظهر استعداده عمليا للتوصل إلى تسوية سلمية مع إسرائيل، وبعدين لكنه إذا فعل ذلك فسوف يكون في تناقض مع المعروف من سياساته، سبعة أمامه موقف اقتصادي متدهور فمصر مديونة باثنين مليار دولار أكثرها للاتحاد السوفياتي ومتأخرة في سداد مدفوعات لصندوق النقد الدولي الذي لن يقدم لها أي تسهيلات جديدة، ومحصول القطن هذا العام سيء ويمكن أن تقل صادراته بمقدار خمسين مليون دولار وقد تضطر الحكومة المصرية إلى بيع جزء من احتياطي الذهب، ثمانية يبدو لنا من المعلومات المتوفرة أن الحرب لم تؤثر إلا قليلا على قوة مصر الزراعية والصناعية لكن فقدان دخل قناة السويس يحرمها من ثلاثين مليون دولار في الشهر وذلك نصف إيراداتها من النقد الصعب، تسعة لن تؤثر حرب في الوضع الغذائي على مصر فهناك أربعمائة ألف طن قمح متوفرة جاءت من الاتحاد السوفياتي وهناك 150 ألف طن من الصين إضافة إلى أن إنتاج مصر هذا العام وهو في مرحلة الحصاد الآن يقدر بـ 1,6 مليون طن، وبعدين من المشكوك فيه أن يلقى ناصر تأييد عربيا فخياراته السياسية أو الاقتصادية سواء على مستوى الجماهير أو النظم الحاكمة سيئة فالنظم التي كانت تمشي وراءه لأنه كان يعبر عن أمانيها مصدومة والنظم الحاكمة التي كانت تسايره وتتخوف من سياساته شامتة، وبعدين مجموعة دول أوروبا الشرقية ليس لديها شيء تقدمها له فلا تزال مصر تعتمد على الغرب في استيراد الآلات وقطع الغيار والأدوات الكهربائية والمواد الكيميائية ومع أن الصناعة المصرية تسد جزءا من الاحتياجات إلا أن ما يتبقى يحتاج إلى النقد الصعب وذلك حتى يمكن أن تستمر عملية التحديث الاقتصادي، 12، الأخيرة، ليس واضحا ما يمكن أن يفعله الاتحاد السوفياتي سواء في ذلك ما يرغب بفعله أو ما يقدر على فعله وما هو المدى الذي يستطيع ناصر أن يقبله في علاقته مع الاتحاد السوفياتي، المجلس الوطني للتقديرات الوطنية، شيرمان كنيث هو الرجل المسؤول في ذلك الوقت. الصورة كما كانت على الناحية المصرية بقى وأنا في عوامل شبه لكن بينما هنا بيتكلم عن موقف تقريبا شبه يائس فهنا الناحية المصرية كانت بتتكلم عن كيف يمكن تجاوز هذا اليأس، أول ما حصلت بعد تشكيل سد الثغرة في قيادة القوات المسلحة وتعيين فوزي وعبد المنعم رياض، الخطوة الثانية كانت بعد ذلك كانت تشكيل مجلس وزراء جديد وزارة جديدة، الوزارة الجديدة كان روعي فيها أنه ما فيش مجال لتجريب أي حد جديد وإنما سوف نحاول أن نضع أفضل العناصر وأكفأها من القديم المعروف المجرب لأنه ليس هناك النهارده ليس هناك مرحلة أو ليس هناك وقت لأن نجرب أي حد، الموضوع أنه لازم تيجي ناس عارفة هذه الوزارات ولديها خبرة سابقة بها وأنها تمشي على طول، وبالتالي فالوزارة في ذلك الوقت هي تقريبا كانت نفس الوزارة لكن طعمت بشيء جديد أنه عاد رجع حد زي عزيز صدقي رجع الوزارة ثاني، رجع حد زي سيد مرعي ثاني، صدقي سليمان أظنه كان الشخصية المحورية في الوزارة لأنه كان عنده هو كان أصله رئيس الوزارة في وقت الحرب لكن هو الآن أصبح مسؤولا في واقع الأمر عن تنفيذ المشروعات الكبرى، هو كان بيخلص في السد العالي والسد العالي كان فاضل له مرحلة أخيرة وقد أوكلت إليه مهمة مواصلة المشروعات الكبرى اللي ما لهاش دعوة بالصناعة مثل استكمال السد العالي، في كذا مشروع كان مهما جدا في ذلك الوقت وهي تقتضي الخلاص منها وبعدين على صدقي سليمان أن يرتب حتى في المشروعات الكبرى حتى في التخطيط للقاهرة بعد أن تنتهي المعركة.
[فاصل إعلاني]
ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوةمحمد حسنين هيكل: لكن على أي حال بقى هنا في وزراء مجربين جربوا في الفترة الأولى من الوزارة أول اجتماع للوزراة أول اجتماعين ثلاثة للوزارة وأنا فاكر الفترة دي كله اجتمع مجلس الوزراء وكان في محاولة أن تجري محاولة لبحث ما الذي جرى وما هي أسبابه ودواعيه بهذا النحو، جمال عبد الناصر كان راغبا يسمع رأي آخرين من اللي كانوا معه ومن اللي كانوا بره حتى ورجعوا زي سيد مرعي وزي عزيز صدقي وزي غيرهم وحسن عباس زكي ناس كثير قوي، كان راغبا في أنه نظرة آه مجربة لكنها كانت بعيدة في هذه الفترة في الأزمة ودخلت الآن رجعت الآن وقدامها مسائل قدامها قضايا كبيرة جدا أكثر مما واجهها في الماضي لكن إيه رأيها أو إيه التصور وإيه اللي ممكن معلومات تتحط تحت تصرفها للكلام في هذا ماذا جرى. لكن أظن أن جلسة أو جلستين بدا أنه ما حدش عنده فكرة واضحة ما حدش عنده تصور واضح لإيه مختلف التغييرات اللي جرت في حاجات كثيرة قوي لأنه إحنا في.. أنا تابعت الكلام اللي جرى في مجلس الوزراء، جزء من الوزراء كلهم بدأ يلقي المسؤولية على القوات المسلحة، جزء بدأ يلقي المسؤولية على أميركا، جزء بدأ يلقي المسؤولية على أسباب قصور داخلي أخرى، لكن القضايا واقع الأمر كانت أعقد كانت فيها كل ده كله. إحنا مرات نبقى مغرمين بالنظرة الأحادية للأمور، أميركا هي السبب ولا مش أميركا هي السبب، إحنا قصورنا كان عبد الحكيم عامر هو السبب ولا مش عبد الحكيم عامر هو السبب، جمال عبد الناصر والقرارات التي اتخذت السياسية التي اتخذت أثناء الأزمة هي السبب ولا مش هي السبب، واقع الأمر أن الصور أعقد كثيرا جدا لأن كل هذا مسؤول، كل صورة كل مشهد ليس هناك عنصر واحد يشكله أي مشهد في الدنيا كلها تشكله عناصر كثيرة جدا وتفاعل هذه العناصر ووجود هذه العناصر وتماسك ظهور كل هذا كله ومواضعه على الصورة العامة وعلى المشهد العام كلها هي الأسباب لكن أن أي أحد يحاول يحط أصبعه على موقف وأقول هنا المسؤولية، لا المسؤولية أكبر من كده جدا المسؤولية موزعة على كثير جدا. في ذلك الوقت أنا لا أظن الوقت كان صالحا لهذا الكلام وعلى أي حال ترك هذا الكلام بعد جلستين أو ثلاثة لأنه رؤي أنه أفضل قوي أن الوزراء أمامهم مهام معينة وأمامنا تحديات معينة سواء في الاقتصاد، في الـ Infrastructure الداخلي في البنية التحتية الداخلية، في خدمة المجهود الحربي، وبعدين كان جمال عبد الناصر عنده هنا في كان عنده في قضية مهمة جدا وهي كيف يمكن أن تواصل الحرب وأن يعطى كل شيء للمجهود الحربي دون أن يؤثر ذلك على الحياة المدنية للناس لأنه بيعتقد أن الناس قدامها حاجات كثيرة.. أولا شالوا عبء المعركة، شالوا عبء كل ما جرى، شايلين عبء التنمية كانت في ذلك الوقت وهو عبء ضخم جدا، شايلين أيضا مهمة أكثر من ذلك جدا ما حدش واخد باله منها لأنه في ذلك.. وفي ومحاولات جمال عبد الناصر لحسابات الموقف وما يجري كان عنده إدراك كامل أنه لا مفر من المعركة وأنه -وأنا قلت ده- وأنه هو في ما فيش مبرر لعودته إطلاقا إلا أن يجهز البلد ويجهز العالم العربي ويحضر العالم لاستئناف قتال بشكل أو آخر يعيد الأمور إلى موقعها الصحيح لأن ما جرى فعلا مش بس لا يتفق مع ما كان متوقعا، لا، لا يتفق مع الحقيقة، لا يتفق مع الأوزان التاريخية للقوى، لا يتفق مع يمكن أن.. لا يتفق مع أي منطق ولا.. بلاش عدل ولا قانون لكن غير طبيعي اللي جرى. يعني هو كان مرات أنا فاكر أنه يعني فاكر مرة من المرات وهو بيتكلم أنه مش قادر يتصور كيف يمكن أنه.. إحنا كان عندنا حلم معين بتحرير العالم العربي كله والآن إسرائيل على قناة السويس على خط قناة السويس، هذا موضوع كان بالنسبة له عذابا مشبوبا بالنار حقيقة يعني، لكن أظن أنه في هذه الفترة هو بدأ يحضر أولوياته وأظن إذا كانت.. أنا أظن أن هو تقريبا يكاد يكون أجاب على تقرير هيئة التقديرات الأميركية وأظن أنه كان في نفس الافتراضات الأساسية، يعني هو في كلامه في مجلس الوزراء بيقول إن الضربة اللي لحقت بنا كبيرة جدا وأنها بلا جدال -نمرة اثنين- أساءت إلى الصورة العامة في البلد وأن تجاوزها سوف يحتاج إلى جهد كبير، وبعدين أن المسألة الضرورية جدا الآن هي استعادة الثقة وهذا لا بد أن يتم على أساس صلب وليس عاطفيا وأنه لا مفر من تصحيح الأمور عسكريا لأن أي عمل عسكري أو أي عملية سياسية على فرض أنها ممكنة لا يمكن أن تنجح إلا إذا كانت مدعومة بفعل مؤثر، وببساطة كان بيقول كده وقالها في مجلس الوزراء إسرائيل ترجع حاجة ليه؟ كل اللي أخذته وقد أخذته في لحظة معينة لماذا تعيد أي شيء؟ لن تعيد أي شيء إلا إذا أرغمت على ذلك وهنا كان شعاره المشهور أن "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"، وبعدين بيقول إن الخيارات الموجودة قدام إسرائيل تخليها متصلبة لأنها حتتمسك بالأراضي أو إذا كانت ممكن تسيب أراضي فسوف تفرض في مقابلها شروطا على العرب لا يمكنهم القبول بها، وبعدين والعودة إلى ميدان القتال وإلى آخره. لكن عنده مشكلة كبيرة جدا تقديره في ذلك الوقت أن العودة إلى ميدان القتال لا يمكن أن تتم إلا على مدى زمني قدره الخبراء من ثلاث سنين إلى أربع سنين، كيف تمضي هذه الفترة؟ لا يمكن أن يقال للناس والله اصبروا لأن قدامنا ثلاث سنين سوف يجري فيها عملية تعويض هذه الضربة، هذه الثلاث سنوات لا بد أن تملأ لا بد أن تكون مليئة بعدة أشياء، لا بد أن تكون مليئة سياسيا بعمل سياسي، كيف نقطعها؟ كيف.. يعني إحنا هنا مضطرون إذا كنا حنستنى ثلاث سنين وإذا كنا حيبذل جهد كبير جدا للجيش للقوات المسلحة وأن تسليحها وإعادة تدريبها وتحضيرها والتخطيط للعمليات وهنا كان اعتماده أو انتظاره لما يمكن أن يفعله الاتحاد السوفياتي قويا جدا، خصوصا الاتحاد السوفياتي في ذلك الوقت بدأ الصراع فيه بين المدنيين والعسكريين اللي فيه بين القيادة المدنية والقيادة العسكرية بدأ يبقى واضحا، يعني ألاقي قدامي مثلا على سبيل المثال غروميكو في الأمم المتحدة بيقول للدبلوماسيين العرب بيقول لهم أنتم لستم جاهزين للحرب وعليكم أن تفكروا حتدوا إيه للتنازلات، وكل هذا يصل إلى جمال عبد الناصر وفي إصرار على أنه لا يمكن قبول هذا، لكن من الناحية الثانية في واقع عملي أنه أي إصرار لا يمكن أن يكون هناك إصرار إلا إذا كان هناك سلاح يعزز قوة هذا الإصرار وإلا يبقى الكلام مش في مكانه، سلاح يبقى معنى الكلام الاتحاد السوفياتي، في ثغرة بين السياسيين والمدنيين وهذا مما يمكن استغلاله آه ممكن قوي لكن هذا يقتضي عملا، وبعدين في هنا في تقدير العمل إذا كنا حنستنى الثلاث سنين ألا يجب.. ومندرب وبنعمل وبنسلح ومسؤولية التسليح عليه وحيتكلم فيها مع السوفيات في مشكلة كبيرة قوي كيف يمكن هل يمكن أن يجري هذا دون كلام مع الأميركان؟ هل يمكن أن.. هنا في قدامنا قضية كبيرة قوي آه حنحضر والبلد حتقف لكن ضمن حتى الصبر ضمن حتى تعبئة العالم ضمن جمع العالم العربي كله كضرورة هنا الكلام مع الأميركان واعتبار الموقف الدولي أخذ الموقف الدولي وحركته في التقديرات وكيف يمكن الاستفادة منها في كلام لا بد أن يجري مع الأميركان لا بد من الاتصال مع الأميركان. وهنا أنا أظن أنه كان واحدا من اختبارات الكبرياء الكبرى مع جمال عبد الناصر لأنه هو ألقى بالمسؤولية على الأميركان أو ألقى بجزء كبير قوي من المسؤولية على الأميركان وهاجم السياسة الأميركية قبل المعركة وبعدها والآن في لحظة حقيقة لا يمكن إنكارها وهنا على رجل الدولة أن يتقدم وأن يسبق الرجل الثائر وأن يسبق الرجل المسؤول حتى عن معركة، هنا في قضية آه تستطيع أن تدير تستطيع أن تمسك بجبهة داخلية وأن تجمع عملا عربيا وأن تتسلح ولكن في حقائق قوة في المجتمع الدولي وفي حقائق القوى في المجتمع الدولي في دور للولايات المتحدة الأميركية ما حدش يمكن يتكلم فيه. بنتكلم على العالم العربي بنتكلم هل ممكن أن تدار معركة من غير جبهة شرقية؟ هنا أنا ألاقي الرجل قدامي العالم العربي عنده في العالم العربي التقدير اللي بيقوله مركز التقديرات الأميركي اللي بيقولوا بيقول إنه في الزعماء الآخرين في العالم العربي من التقليديين أو المعسكر التقليدي شامت فيه وهذا صحيح وأنا قدامي حاجات كثيرة قوي وعلى أي حال علشان أبقى منصفا أن بعض الشماتة في هذا كان موجودا ومتوقعا وممكن فهمه، لكن وفي جماهير آه ممكن تتحمس لكن ممكن تتحمس وممكن تبقى مستعدة للتطوع وإحنا في هذا البلد في لحظة من اللحظات كان في مليون بني آدم تحت السلاح على جبهات النار أو بيجندوا تحت التدريب وموجودين على خطوط القتال وفيهم 126 ألف من شباب المؤهلات من الشباب اللي تخرجوا من الجامعة والمعاهد العليا هنا آه موجودين لكن هؤلاء جميعا ليس فقط مسألة السلاح ليس فقط مسألة التدريب ليس فقط مسألة التعبئة المعنوية لكن لا بد أن يدرك هؤلاء جميعا أن هؤلاء والجبهة المدنية في المصانع وفي الجبهة كل هؤلاء لا بد أن يشعروا شعورا حقيقيا أنه في قيادة سياسية وراءهم وأن هذه القيادة السياسية بتغالب كل شيء في سبيل المعركة وأنه حتى لو تحملت على أعصابها ضغوطا فوق ما يمكن أن يتحمله البشر فهذه مسؤوليتها في كل الأحوال. لكن لما أنا في ذلك الوقت المسألة العسكرية هي المسألة الأساسية، ألاقي في هذا الوقت أن جمال عبد الناصر عمل حاجة غريبة قوي، جاء لنا بادغورني هنا جاءنا الرئيس السوفياتي نيكولاي بادغورني في محادثات لكي نعرف -وده كان في شهر يونيو في 21، 22 يونيو على طول بعد المعركة- وجاب معه الجنرال زخاروف رئيس هيئة أركان حرب الاتحاد السوفياتي اللي معد لمواجهة أميركا، وبيتكلموا على الموقف العسكري وجمال عبد الناصر بيحاول يلفت النظر للآثار الدولية والعالمية والانقلاب في موازين القوى الذي سوف يحدث إذا فقد الاتحاد السوفياتي مركزه في الشرق الأوسط وأنه بصرف النظر عمن أخطأ ومن لم يخطئ فهنا نحن جميعا أمام مسؤولية استعادة شيء مهم جدا وهو متعلق ليس فقط بحركة القومية العربية لكنه متعلق ولا بالوطنية المصرية لوحدها ولا بالحركة القومية العربية وحدها لكن بالموازين الدولية كلها في لحظة مهمة جدا من الحرب الباردة. وهنا الاتحاد السوفياتي كان عليه يفهم وأظن أنه كان عليه يقدر وأظن كان على العسكريين اللي كانوا فاهمين ده والمدنيين كانوا محتاجين القيادة المدنية كانت محتاجة تفهمه أكثر وأظن أن هذا الاجتماع لأنه جاء زخاروف مارشال زخاروف وهو زي ما قلت رئيس هيئة أركان حرب وجاب معه واحد من أهم العسكريين السوفيات معه وده بقي بعد كده كبير الخبراء السوفيات في مصر لغاية تقريبا حرب أكتوبر، لكن زخاروف لما جاء بدا بيتكلم بتترسم صورة عامة هو كان مع رياض بالدرجة الأولى لأن الفريق فوزي كان مشغولا بالتنظيم وأظن أنه في هذه الفترة الفريق فوزي كان تقديره أن الجيش المصري أنه في ظرف أسابيع قليلة لأن كل الناس كانت مستعدة تنضبط بسرعة وتنتظم بسرعة لأنه كله أحس بوقع ما هو جرى أو بخطورته وكله أحس بمسؤوليته فيما هو قادم وبضرورته يعني، الفريق فوزي في ذلك الوقت وهو وبادغورني هنا وزخاروف هنا بيقول فوزي إنه يستطيع أن يقول إنه في الفترة اللي فاتت أنه استطاع -هو استعمل تعبير- أن يلم نصف الجيش المصري تقريبا، الجيش المصري أصبح موجودا بنصف ما كانت عليه قوته قبل الضربة موجود منتظم، في حاجات شاردة كثير لكن هنا في بقى في على الجبهة في تقريبا أو في نصف ما كان موجودا، والعمل القضية قضية كيف يمكن ماذا And then بعد كده نعمل إيه يعني؟ وحصل حاجة غريبة قوي أن جمال عبد الناصر طلب من بادغورني أن يعرض على القيادة السوفياتية أن جمال عبد الناصر عاوز مارشال زخاروف يستنى هنا يستنى في القاهرة لفترة الانتهاء لغاية ما يدي له تقريرا يقول له فيه إن الجبهة المصرية في هذه اللحظة أصبحت مستعدة لتحمل دفاع، أن الدفاع تم أن عملية الدفاع عن الجمهورية عن عمق الجمهورية تم وأن جبهة قناة السويس أصبحت متماسكة وجاهزة واستعادت قوتها، والنتيجة وهذه كانت عملية صعبة جدا لأنه لما حد يتصور أن الاتحاد السوفياتي مستعد أن يستغني عن رئيس هيئة أركان حربه في هذه الفترة وهو راح استأذن في أسبوع واحد يروح يجيب عائلته ويجيب ملابسه لأنه جاء هنا متخفيا جاي لابس بدلة سبور وحاطط كاسكيت على رأسه ومتخفي علشان ما حدش يعرفه وإحنا في الأهرام نشرنا أن زخاروف موجود وأنه.. لكن ما حدش كان عارف أن زخاروف جاء مع بادغورني، ثم طلب إجازة أسبوعا واحدا ثم ذهب إلى الاتحاد السوفياتي لأسبوع واحد ثم جاء إلى هنا ومع عائلته وقد بقي لغاية شهر ديسمبر وفي شهر ديسمبر في 15 ديسمبر ذهب إلى جمال عبد الناصر يقول له يدي له تقريرا أنه الآن يستطيع أن يقول له إن الجبهة المصرية جبهة قناة السويس أصبحت متماسكة فقط.
[فاصل إعلاني]
اختبارات الكبرياء والتفاهم مع أميركامحمد حسنين هيكل: الفترة دي وفترة بادغورني هنا وخرج مشي بادغورني وبعدين زخاروف راح وجاء ورجع ثاني والاجتماعات مستمرة وجمال عبد الناصر بيشوف قيادة وفي تصور لأن هو بيتعجل ماذا بعد؟ بيتعجل ماذا بعد ولأنه عاوز يعرف في خطوط تخطيط وأنا أعرف أنه يوم 15 أغسطس يعني تقريبا بعد شهرين من الضربة أن عبد المنعم رياض راح مع زخاروف ومع مجموعة من الخبراء العسكريين وقعد معهم جمال عبد الناصر وأنهم بدؤوا يقولون إنه في قدر من التماسك في الجبهة المصرية لكن.. وفي قدر من التسليح بدأ يجي كثيرا وبدأ يبقى في ما يوحي بأنه في شيء في قوة يعاد بناؤها وبعدين جمال عبد الناصر متطلع إلى ما بعد ذلك وبعدين في حقائق بيحطها قدامه في جلسة تقديرات هو الآخر يوم 15 أغسطس وألاقيه بيقول إن إحنا قدامنا عدة حاجات، زخاروف كان قاعدا في ده، بيقول إن إحنا أنا مش عاوز الجبهة تبقى تنام أبدا أو الجبهة تهدأ أبدا ومدرك أنه لما نخلي الجبهة يقظة باستمرار أن الإسرائيليين حيردوا علينا بضربات عقابية وقد يدخلوا في العمق في الداخل ويجب أن نكون مستعدين لأي تصاعد لكن لا ينبغي للجبهة أن تقف، الحاجة الثانية أن عملية تعبئة الشباب والاستعداد لجيش المليون فعلا ينبغي أن تمضي بكل تكاليفها لكن لا بد.. لأن هو يعني أنا بأعتقد أن حلم العودة إلى ميدان القتال هو الذي كان يبقي هذا الرجل متماسكا، وبعدين بيتكلم على طيب حنعمل إيه؟ زخاروف بيقول إنه هو يأسف أن يقول إنه في الاجتماع ده يأسف أن يقول إنه لا فرصة في المستقبل القريب أو المرئي أن سلاح الطيران المصري يبقى قادرا على مواجهة سلاح الطيران الإسرائيلي وأن على مصر أن تعد نفسها لمعركة دفاعية بشكل أو آخر وأنه.. وهنا جمال عبد الناصر بيحاول يسأله كيف يمكن أن نجعل للدفاع قوة الهجوم؟ -هو ده بعد كده اللي نفذ في أكتوبر- كيف يمكن أن نجعل للدفاع قوة الهجوم؟ وهنا زخاروف بيقول ببساطة يعني كده بيقول إنه يعني أنا العمل الهجومي الاتحاد السوفياتي قد لا يكون مستعدا يعطي سلاحا للعمل الهجومي لأن هذا يخل بحركة الوفاق لكنه بيدي كل حاجة للدفاع، فبقى المشكلة اللي عند عبد المنعم رياض والتكليف اللي عنده هي كيف يمكن أن يجعل من العمل الدفاعي قوة هجومية أو موازية لقوة هجومية، وهنا بدا الـ Concept بتاع بدأ تصور أنه إمكانية العبور وبناء حائط على الضفة الأخرى كأنه نوع من الصخر تتحطم عليه عمليات هجوم مضاد إسرائيلية ثم يقوم من ذلك استنزاف حقيقي للقوة الإسرائيلية ولذلك الخطة سميت في اللحظة الأولى ومن 15 أغسطس أو التصور ما كانش في خطة علشان أبقى يعني واضحا كان في فكرة عن خطة كان في ملامح خطة وعبد المنعم رياض وهو بيكلمه كان بيتكلم على أنه حائط غرانيت حائط صخري وسميت فعلا فيما بعد سميت الخطة "الخطة غرانيت" خطة العبور واستنزاف القوة العسكرية الإسرائيلية، المهم بقى في تصورات. لكن أنا لما أراجع ملفات الوثائق اللي معي النهارده وألاقي أنه.. جايب معي ملفات يمكن أكثر مما يمكن أن يغطى في.. جايب معي ملف الشأن الداخلي وماذا جرى فيه، جايب معي ملف الاتحاد السوفياتي وكلام غروميكو، وزعلهم كانوا زعلانين قوي من عبد الحكيم عامر لأنه في ثاني يوم للمعركة نده السفير السوفياتي في مصر بوغزانوف وتخانق معه وأنهم مقصرون وبعدين بعدها بيومين جابه ثاني قبل ما يمشي وألقى على الاتحاد السوفياتي كل المسؤولية وهم كانوا متضايقين. هنا غروميكو بيكلم بوتفليقة الرئيس بوتفليقة كان وقتها وزير خارجية بيكلمه بطريقة اعتبرها بوتفليقة مهينة تقريبا لأنه قال له ما بتعرفوش تحاربوا ولا حاجة، ولذلك الرئيس بومدين لما راح في الاتحاد السوفياتي بريجنيف في هذا الموضوع قال له يا سيدي اعتبرونا رعاة جمال تعالوا قولوا لنا نعمل إيه، وبعدين هي دي المقابلة اللي طالع فيها شيكا بمائة مليون جنيه إسترليني وإداهم حطهم على الطربيزة نشتري سلاح والرئيس بريجنيف قال إحنا الاتحاد السوفياتي مش تجار سلاح. لكن العالم العربي كله كان مستفزا، وبعدين العلاقات مع أميركا، العلاقات مع أميركا هنا أنا بأظن أنها كانت في منتهى الأهمية، العلاقات مع أميركا هنا كانت بعد قطع العلاقات وبعد كل اللي حصل كان في حاجة فيها كان في فيها عقد لا سبيل لتجاوزها المشكلة كبيرة جدا. أنا بأتكلم في ده لأني أنا واحد من الناس اللي اشتغلوا فيها كثير قوي اشتغلوا في هذا، يعني الدكتور فوزي اشتغل في هذا بطريقة هائلة، زكريا محيي الدين اشتغل في هذا بطريقة هائلة، نجوم الدبلوماسية المصرية حد زي محمود رياض حد زي أشرف غربال حد زي محمد رياض هؤلاء ناس في هذه الفترة في هذه الجبهة بالتحديد عملوا قضايا مدهشة لأنه كان كيف يمكن أنه.. صعب جدا، في ذلك الوقت أنا بأفتكر أنا شايف قدامي في البرقيات برقيات حتى متعلقة باللي أنا بأعمله، ألاقي برقية.. ألاقي في حاجة برقية من برغس من دونالد برغس وهو الوزير المفوض اللي كان موجودا عندنا مع لوك باتل السفير قبل الحرب قبل المعركة بأربع خمس أشهر لكن دون برغس كان من نجوم الدبلوماسية الأميركية المهمين جدا ورجل يعتبر رجلا خطيرا يعني في السياسة في الدبلوماسية الأميركية والشرق الأوسط هو عارفه كويس قوي، دون برغس قعد عندنا فترة طويلة هنا دون برغس بيقول إنه إحنا قلنا مكتب العلاقات المصرية الأميركية بعد قطع العلاقات تدار تحت رعاية السفارة الإسبانية فهو جاء ملحقا بالسفارة الإسبانية وهو وزير مفوض اللي كان موجودا عندنا قبل كده، ولكن هو بيحكي أنه جاء قابلني وأنه جاء لي في مكتبي وأنه قابلني وأني أنا قابلته بمودة جدا هو دهش لها في تقريره وأنه على أي حال أنا بيقول لي أنتم اتهمتونا في الحرب ظلما وعداونا بأن إحنا كنا موجودين في الحرب وإحنا ما كناش موجودين في الحرب وأنا بأقول له أنتم شاركتم في هذه الحرب وإن لم تكونوا ظاهرين بجنود زي ما عملوا الإنجليز والفرنساويين في قناة السويس ولكن أنتم مسؤولون وبعدين على أي حال هو بيقول في المكالمة إني أنا قلت طيب خلاص حأركن على جنب أنه أنتم عملتم هذا كله، أنا حأسألك أسئلة محددة قل لي كيف يمكن أن تبرر لي تجاوزكم في موضوع متعلق بكم وهو موضوع ليبيرتي كيف يمكن أن تقول لي إنكم لم تنحازوا إلى إسرائيل إلى درجة أنكم نسيتم ضحاياكم من رعايا أميركيين من جنود أميركيين من ضباط أميركيين؟ نسيتم أهلكم جيشكم الجيش الأميركي وضغطتم على الجيش الأميركي؟ أنا بأسمع وعارف بلغني وعرفت من مصادر كثيرة قوي أن الجيش الأميركي ثائر في ثورة في الجيش الأميركي لأنه كيف يمكن لإسرائيل تعتدي على القوة الأميركية بهذا الشكل الفاضح في البحر الأبيض وبطريقة جهارا نهارا ولا تخفي وأنتم بتحاولوا تتستروا على ده؟ قل لي فسر لي ده وأنا مستعد بعدها أقبل منك أي حاجة، هو بيقول ده في تقريره. أهم حاجة حصلت في الموضوع ده في اعتقادي في تلك الفترة هو أنه كتب لي وليام أتوود، وليام أتوود هو رئيس تحرير مجلة مهمة جدا في ذلك الوقت وهو قريب من الرئيس جونسون وأنا بأعرف، وليام أتوود رئيس تحرير مجلة "لوك" وهي بتصدر عن دار كاورز للنشر وهي من أكبر دور النشر في أميركا في ذلك الوقت، كتب لي وليام أتوود بيقول لي إنه عاوز يجي ويقابلني وأنه بيفكرني باللي حصل بعد السويس وأنه كيف مهدت "لوك" لعودة جديدة للعلاقات المصرية الأميركية وبيقول لي أنا عاوز آجي وعاوز يقابل جمال عبد الناصر وهو عنده حاجة يقولها، وجاء وليام أتوود وأنا لما سمعته وأخذته بعد كده لجمال عبد الناصر، وليام أتوود بيقول لي إنه في عندنا موقف غريب جدا في الولايات المتحدة إحنا عاوزين نتصل نعمل نرجع الاتصالات ثانية بكم وفي دون برغس هنا موجود قائم بالأعمال ملحق بالسفارة الإسبانية لكن لا بد من توسيع جبهة الاتصال معكم وأنا أعرف إحنا عارفين أنكم أيضا راغبون في هذا وهذا ضروري في كل الأحوال والترتيب لكذا ويعني بيتصوروا أنه ممكن الوصول لحل، وإحنا ما عندناش مانع أن نسمع ونتكلم لأنه بالدرجة الأولى عاوزين نكسب وقتا عاوزين الصبر لا بد أن يغطى الصبر بعمل الانتظار لا بد أن يغطى بعمل، فوليام أتوود بيقول إنه شاف الرئيس جونسون وإن الرئيس جونسون هائج، هائج لسبب غريب جدا أنه يوم 7، 8، 9 أربعة أيام من يونيو وبعد ما اتهمنا إحنا الأميركان اللي حصل أنه خرج من العالم العربي 60، 62 ألف أميركي من الرعايا الأميركان رؤي إخراجهم لأنهم خافوا على سلامتهم وأن هذا الخروج الجماعي من العالم العربي من الشرق الأوسط كله في العالم العربي كله لهؤلاء الأميركان اعتبره الرئيس جونسون أن هذا أكبر إهانة وجهت إليه في طول رئاسته، خروج هو اعتبر ستين ألفا -وده صحيح- 60، 62 ألف مواطن أميركي يخرجون خروجا مطرودين تقريبا من العالم العربي ومن الشرق الأوسط في هذه الفترة لأنه خائفون حتى على رعاياهم هم هو معتبر ده فظيعا جدا وأن كل هذا جاء نتيجة اتهام أميركي اتهام لأميركا ظالم لأنها ما اشتركتش في الحرب بهذه الطريقة. لكن في رأيه في رأي وليام أتوود وفي رأي جونسون أن هذا موضوع لا بد أن يسوى لأن هذه الإهانة التي لحقت بالولايات المتحدة الأميركية بقيت إهانة شخصية له، وأنا بأعتبر برضه أن دي كانت من أهم امتحانات الكبرياء لجمال عبد الناصر لأني أنا أخذت له أتوود وأتوود شرح له وليام أتوود شرح له الحكاية، في في ذلك الوقت وإحنا شفنا السيدة ماتيلدا كريم في أميركا وجونسون بيقول لها هي كانت ضد استئناف أي علاقات مع مصر أو أي كلام مع مصر وقالت لجونسون قالت له أعلن أنك لن تتعامل مع هذا الرجل في مصر، بيقول لها ما أقدرش أعلن ده، يعني هو مش حيعيش كثير على أي حال مش حيفضل كثير قوي في السلطة لكن ما أقدرش ما أتعاملش معه لأنه واضح أنه وراءه تأييد أكثر مما كنا نتصور وأوسع، فلكن هنا وليام أتوود وهو موجود مع جمال عبد الناصر بيقول إن الضغوط شديدة جدا على الرئيس جونسون والكل بيستغل هذا الخروج الجماعي فكيف يمكن أن يقول الرئيس كلمة لتهيئة الجو في.. تهيئة الجو لإمكانية حوار يعني وهذا Stumbling Block عقبة كأداء أو عقبة كؤود لأن الرئيس جونسون مش قادر يتصور أن 60، 62 ألف أميركي خرجوا من الشرق الأوسط بهذه الطريقة. هنا أنا بأعتقد قعدنا نحاول ندور على صيغة، إحنا راغبون في كسب وقت، عاوزين نكلم الأميركان، في جهد كبير جدا بيبذل لكي يعاد تهيئة مسرح سواء العمل العسكري يغطيه عمل سياسي يغطيه عمل دبلوماسي حتى بالنسبة للاتحاد السوفياتي، الاتحاد السوفياتي لم يكن ممكنا أن يخطو هذه الخطوات كلها خصوصا أن جمال عبد الناصر بدأ يحط سياسة أن إسرائيل جرت أميركا وراءها إلى آخر مدى في المعركة، علينا أن نبحث كيف يمكن أن نجر أو نشد أو نقنع الاتحاد السوفياتي أن يتقدم معنا بأكثر من خطوط الحذر التقليدية التي رسمها؟ كيف يمكن أن نرفع مستوى المواجهة في الشرق الأوسط من كونها مواجهة محلية إلى احتمال أن تكون مواجهة على مستوى العالم بين القوتين الأكبر في ذلك الوقت؟ فهنا أميركا كانت مهمة في ذلك الوقت جدا مش بس علشان أميركا في حد ذاتها لكن أيضا علشان الاتحاد السوفياتي علشان العمل مع الاتحاد السوفياتي، وبالتالي أنا بأعتقد أنه في هذه الفترة من الاختبارات الكبرى لجمال عبد الناصر من اختبارات الكبرياء وتقريبا الضغط على النفس والتحمل وكيف يمكن أن يوجه رسالة للرئيس الأميركي وأنه يقول له فيه إنه نحن مستعدون لصفحة جديدة لنسيان ما جرى من قبل ونزيح من الذاكرة أشياء كثير موجودة فيها ثم نفتح صفحة جديدة لكي نرى فيها ما يمكن ونحن على أي حال في موضوع أنكم أنتم حتتجننوا بالطريقة دي من حكاية خروج الأميركان إحنا مستعدون نطلع بيانا نقول فيه ببساطة كده إن الرعايا الأميركان مرحب بهم جدا وإنه نحن ننظر إلى مستقبل من التعاون وإن ما جرى لن يؤثر في رؤيتنا للمستقبل لأنه -وهنا الدكتور فوزي أظن دخل- ربنا خلق للناس عينيها قدام ولم يخلق لها عيونها في الخلف. لكن أنا بأعتقد أن هذه الفترة وأنا بأعتبرها أهم فترة تقريبا في حياة جمال عبد الناصر لأن مواجهة النصر سهلة جدا، مواجهة الفخار والعزة ومواكب المنتصرين سهل جدا لكن الأقسى على النفس هو أن يرتفع الناس جميعا فوق آلامهم في ظروف تقتضي أن ينسوا أنفسهم تماما وأن يتذكروا أن أمامهم مهمة واحدة ليس لها بديل. تصبحوا على خير.المصدر:
الجزيرة
تعليقات القراء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الجزيرة وإنما تعبر عن رأي أصحابها
على بركات
هكذا تكشف سيرة الزعيم عبد الناصر أنه صاحب شخصية فريدة، يصعب تكرارها.. وهذه الشخصيات تشكل مشكلات وعقد لمن يخلفونها.. إذ يعجزون عن مجاراتها والالتزام بخطوطها.. لكنهم يجدون وسيلة سهلة للتخلص من قيودها بتشويهها..
محمد أحمد الحلو
سوريا
لله رجل هزمت حياتُه الغربَ و هزم موتُه العرب
مجدى أبو العينين
دولة عبد الناصر
لقد ألحقت نرجسية عبد الناصر الامة العربية بإنتكاسة ، مازالت تعانى منها حتى اليوم ، فقد كان تخلى عبد الناصر عن العقلانية فى تصرفاته ، بعدما أنتفش كالطاووس بعد موقعة السويس وظن المسكين أنه ييخيف العالم ، وتناسى حقيقة الادوات التى كانت فى يده ، وجعل زعامته رهان عمله ، وتناسى فى سبيل ذلك صالح الشعب والامة ، فلماذا حاول فتح صفحة جديدة مع أمريكا ، بعد 1967 ، لماذا لما يحافظ على سلامة إمته قبل ذلك ، ذلك كله ضحى به فى سبيل الحفاظ على زعامته الزائفة وكانت تلك هى النتيجة الاذلال فليحاسبك الله تعالى
var ObjHTML='SpanObjHTMLFeedBack';var CurrentGuidFeedBackPagination='BC8BDA6B-095C-4F26-AA91-699D523AE092';GetArticleCalendarInfo(1)
function FeedbackFocus()
{
if (document.getElementById("txtComments"))
{
document.getElementById("txtComments").focus();
}
}
function OpenPrintForm(URL)
{
window.open('/Portal/Templates/Postings/PocketPcDetailedPage.aspx?PrintPage=True&GUID='+URL,'PrintPage')
return false
}
هيكل.. طلاسم 67 ومؤتمر القمة العربي بالخرطوم
function PopReadonlyMetadataAudio()
{
var winShowMedia = window.open('/Channel/KServices/SupportPages/ShowMedia/showMedia.aspx?fileURL=/mritems/streams/2009/8/27/1_936618_1_13.mp3&ImgURL=/mritems/images/2009/2/19/1_895258_1_34.jpg','ShowMediaWin','width=590; height=450; scrollbars=1'); winShowMedia.focus();}
ضيف الحلقة: محمد حسنين هيكل
تاريخ الحلقة: 27/8/2009
- اتجاهات ورؤى عربية مختلفة- استقبال الخرطوم.. أهلا أيها المهزوم- قمة الخرطوم.. السر في الأرقاماتجاهات ورؤى عربية مختلفةمحمد حسنين هيكلمحمد حسنين هيكل: مساء الخير. هذه الليلة هي موعدنا مع آخر حديث في هذه المجموعة عن العرب والحرب وقد كانت عن حرب سنة 67 وسوف أعود بعدها إن شاء الله بعد عدة شهور إلى الحديث عن معركة أخرى في مواقع العرب والحرب وهي عن 73، وبين الاثنين أستأذن في فترة انصراف عن هذه الأحاديث لأني أعتقد وبحق أنني لست ضمن هذه المجموعة المتميزة من نجوم الجزيرة الذين يظهرون باستمرار على القناة لأنهم أصحاب برامج ويتابعها الناس ويهتمون بها، أنا أجيء إلى هذه الأحاديث بدعوة وبموعد ولموضوعات محددة ثم أنصرف بعدها لأن الكلمة المكتوبة في واقع الأمر هي مهنتي وأما الحديث في التلفزيون فهذه تجربة طرأت في الفترة الأخيرة من حياتي الصحفية وأنا معتز بها كما أنا تارك للسجل المكتوب أمام الناس أن يقول ما لديه. ما لدي هذه الليلة في هذا الحديث وهو آخر الأحاديث كما قلت في مجموعة حرب 67، هذا الحديث عن لحظة مهمة جدا تكاد تكون هي اللحظة الموصفة للمرحلة الأخيرة في حرب 67 وهي مؤتمر القمة العربي الذي عقد في الخرطوم في أغسطس في أواخر أغسطس سنة 67 لأن هذا المؤتمر أعتقد أنه كان نقطة هامة جدا لا بد من الوصول إليها لأنه بعد انتهاء العمليات وبعد ما جرى من نتائجها وبعد ما وقع في مصر من أحداث مهمة جدا وفي العالم العربي بدا أن العالم العربي كله في حالة شرذمة تدعو إلى القلق وتدعو إلى الخوف على المستقبل على مستقبل الصراع كله، لأنه في هذه المرحلة فعلا كل أطراف العالم العربي بتعمل حاجتين، كل طرف يتصرف كما يحلو له أو كما يتبدى له من مصالحه لكن كل الأطراف تتشوق إلى لقاء لا أحد يعلم بالضبط عاوزين فيه إيه، لكن كلهم تنادوا إلى اجتماع على مستوى القمة كأن كل واحد فيهم بالشعور الغريزي يتصور أن هذا المؤتمر إما أن يعطيه جديدا يتمسك به وإما أن يبرئ ذمته ويتركه طليقا يتصرف كما يشاء، وبالتالي كان في إجماع كبير شبه إجماع على مؤتمر قمة عربي كان الملك حسين هو اللي بدأ بالدعوة له من الأردن ثم تبنت الدعوة حكومة الخرطوم وفيها في ذلك الوقت السيد إسماعيل الأزهري رئيسا للجمهورية وفيها الأستاذ محمد أحمد محجوب رئيسا للوزراء وهم أخذوا الموضوع الحقيقة باهتمام شديد جدا وألحوا عليه، وعلى أي حال بقية العرب بقية الدول العربية أقصد كانت محتاجة ده لأنه فعلا الصورة كما كانت تبدو صورة لا تدعو إلى الاطمئنان. في آه مصر بدأت تلم جراحها بدأت تضمد ما.. هذا النزيف بدأت تستعد للي جاي بدأت تتمالك أعصابها بدأت تضغط على نفسها بكل وسائل لكي تعود، وأظن أنه في كل العالم العربي كان في أيضا في محاولات من هذا النوع لكن اختلفت الرؤى، لكن كان في نوع من الشتات يعني أنا لما أطل عل الوثائق في هذه اللحظة ألاقي مثلا تقارير من سفارتنا في جدة بتتكلم عن شماتة موجودة في السعودية، وعايز أقول إن هذا طبيعي بعد كل الخلافات لا بد.. ألاقي يحيى عبد القادر سفيرنا هناك بيتكلم سمع إيه وفي مين بيقول إيه والسيد عمر السقاف بيقول إيه والملك فيصل بيتصرف إزاي وهو كله كله في اعتقادي مما هو معقول ومقبول ومفهوم على أقل تقدير بلاش مقبول لكنه مفهوم في الظروف اللي كان موجود فيها، لأن السعودية هي ومصر قبل ذلك كان هناك بينهما صدام اليمن بسبب اليمن أو في اليمن وكان مريرا في بعض اللحظات فأن يحدث هذا لمصر طبيعي يعني وهو مما يمكن التجاوز عنه، لكن ألاقي في كل الوثائق السعودية يعني قلقة في هناك قلق لكن أيضا هناك نبرة شماتة، ألاقي الملك حسين، الملك حسين في هذه اللحظة بيطلع يروح أميركا -وهذا مفهوم- يحاول يستطلع النوايا الأميركية لكن يرجع يتصل بالإسرائيليين ويقابل هيرسوك في لندن ثاني مقابلة سرية في عيادة الدكتور هربرت ويتكلم معه ويقول له إنه رايح الخرطوم يتكلم مع العرب بوضوح فإذا لم يجد منطقا عاقلا يسود فهو سوف يعود لكي يعلن استعداده لصلح منفرد مع إسرائيل وليكن ما يكون، ألاقي في لبنان الرئيس شارل حلو بيتكلم مع وزرائه بيعبر عنها شماس في حديث له مع السفير الأميركي في بيروت، الرئيس شارل حلو بيقول والله بقى لبنان عمل ما عليه والآن جاء الوقت أنه إذا ما كانش العرب يتفقوا على شيء فهو الآخر أيضا حيعمل صلحا منفردا مع إسرائيل، ألاقي يمكن الملك الحسن ملك المغرب بيحكي للسفير الإنجليزي وبيقول له إنه يعني إحنا من الأول كنا عارفين أن هذه معركة لا جدوى فيها لكن كنا مضطرين نجاري وبالتالي أنا عملت استعراضا لقوات قلنا إنها حتروح الجبهة لكن هذه القوات ما راحتش الجبهة وكنا عارفين من الأول ما فيش داعي. يمكن أظرف تعليق أنا قرأته في هذه اللحظة عن هذه اللحظة هو الكلام اللي قاله الملك السنوسي وهو رجل طيب وأمير ولكن بيقول للسفير نيوسوم السفير الأميركاني بيقول له في مقابلة يوم 30 أغسطس بيقول له أعمل إيه أنا إذا كان المصريون فوجئوا بالطريقة دي وهم ضباطهم قاعدين بيفطروا فول؟ إذا كانوا بيفضلوا الفول على الحرب أعمل لهم أنا إيه يعني؟ فهو All right بعد كل ده كله مما يعني أنا قابله يعني ومفهوم مستعد أفهمه. على أي حال الدعوة إلى مؤتمر قمة عربي الناس كلها تتنادى إليها ويبتدي يحصل مؤتمر تمهيدي لوزراء الخارجية كما هي العادة وهذا المؤتمر التمهيدي يجري في بغداد استضافته الحكومة العراقية في ذلك الوقت لكن هذا المؤتمر التمهيدي لوزراء الخارجية بأعتقد أنه أشعل نارا ولم يطفئ نارا وعلى أي حال أحال كل ما عنده لمؤتمر القمة لأنه في بغداد وفي الجو العاصف، لأن بغداد في ذلك الوقت فيها الرئيس عبد الرحمن عارف وفي طبيعة الفوران في الشعب العراقي وطبيعة الفوران ده وقتها حكم بعث أو قريب من البعث وفي دمشق في برضه بعث وإلى آخره ففي جو فوران، وعلى أي حال في بغداد العالم العربي انقسم قسمين، في قسم فيه الجزائر وفيه سوريا ينادون بأن هذا الذي حدث يستوجب إجراءات بالغة الصرامة مع الأميركان، يقتضي أولا وقف ضخ البترول عن كل الناس وقف ضخ البترول العربي على الأقل لثلاثة أشهر لغاية ما يفيق العالم الخارجي إلى أنه إيه اللي حصل وبعدين يطالبون بأنه قطع العلاقات وقطع للعلاقات مستمر، يطالبون بحملة كبيرة جدا لفضح المؤامرة التي وقعت على العالم العربي والتي شاركت فيها.. طلبوا قطع العلاقات مع أميركا وإنجلترا وألمانيا، ألمانيا الغربية في ذلك الوقت، لأن هذا الذي حدث واضح جدا في حدوده خصوصا ألمانيا كانت هي اللي أميركا عهدت إليها بصفقة سلاح كبيرة جدا لإسرائيل ولأنها في ذلك الوقت من أول 1965 ما كانتش عايزة تبان هي كمورد سلاح وبالتالي فهي دفعت الألمان إلى أنهم يدوا صفقة سلاح مهولة لإسرائيل، لكن في مقابل ده في عدد آخر من الدول العربية زي السعودية وغيرها الكويت في ذلك الوقت بدأت ترى.. وطبعا المغرب وطبعا ليبيا بمقدار ما هو ممكن بدأت تقول إن ده كلام غير عملي وإنه لا يمكن أن نقدر نعمله ما نقدرش نعمله وإلا حنعاقب العالم كله، لو أوقفنا ضخ البترول ثلاثة أشهر عن كل العالم فنحن لا نعاقب خصومنا فقط أو هؤلاء الذين نتهمهم وإنما سوف نعاقب كل العالم بما فيه أصدقاءنا، وبدؤوا ينقسمون وبعدين تقدم الشيخ صباح وزير خارجية الكويت في ذلك الوقت وهو الآن أمير الكويت تقدم باقتراحات بيقول فيها إنه إذا أوقفنا الضخ فقد أفلسنا جميعا أولا وإذا أوقفنا الضخ فسوف في اليوم التالي سوف نستغني عن 250 ألف عامل عربي، إذا أوقفنا الضخ سوف ندخل في عداء مع العالم كله فإحنا بدلا من أن نوقف الضخ نحاول أن نوظف عائدات البترول في مساعدة الدول العربية التي تضررت بالعدوان لكي تستطيع أن تقف على قدميها مرة ثانية وتواصل المعركة كما نسمع مما يجيء لنا من أخبار من مصر فإذاً بدل كل هذا الكلام نأخذ منطقا آخر وهو بالعكس نزيد الضخ لكي نزيد المساعدات ولكي نزيد فرص العمالة. على أي حال مؤتمر بغداد انتهى ولم يستطع التوصل إلى نتيجة لأنه احتدمت المناقشة بين الطرفين، طبعا السوريون إخواننا في سوريا وإخواننا في الجزائر ردوا على هذا بأن هذا لا يمكن وأنه أضافوا إليه أنهم تقدموا بإعلان حرب تحرير شعبية لا تتوقف وأنه نجر الإسرائيليين حتى لو أدى الأمر ودخلوا دمشق فسوف نقاتل وإذا دخلوا القاهرة فسوف نقاتل لكن لا ينبغي أن نتوقف عن القتال، لكن على أي حال مؤتمر بغداد انتهى دون أن يتوصل لنتيجة لكن بقيت فيه ثلاثة معسكرات أو ثلاثة آراء واضحة، الرأي المتشدد المنادي بوقف الضخ ومواصلة الحرب الشعبية إلى آخره، رأي آخر بيقول إن هذا كلام لا يمكن قبوله وليس معقولا وشوفوا لنا طريقة ثانية، والرأي الثالث بيقول وهو اللي تقدم به الشيخ صباح اللي بيقول إنه بدل ما نوقف الضخ ونعمل ده كله لماذا لا نحول عائدات البترول أو جزء من عائدات البترول إلى مساعدة الدول المتضررة بالعدوان يساعدها على مواجهة الآثار التي نجمت عن هذا العدوان ثم يديها فرصة أيضا لكي تستعد لعملية العودة إلى ميدان القتال في ظروف مختلفة يبدو الآن أنها سوف تطول لأن قدامنا فترة، فترة انتظار وفترة صبر مملوءة لا بد أن تكون مملوءة بالعمل وبالحشد لكي تستطيع أن تحقق أهدافها. المؤتمر راح الخرطوم وراح في هذا الجو بمعنى أن كل الخلافات اللي تبدت في مؤتمر وزراء الخارجية عكست نفسها في أو رحلت بالكامل إلى مؤتمر القمة العربية في الخرطوم. في هذه الفترة أنا بأعتقد هذه الفترة كانت وأنا شفتها بقى، هذه الفترة أظنها كانت فترة قاسية جدا على جمال عبد الناصر لأنه جاءت له نتائج الخرطوم ونتائج الخرطوم قدامه كانت بتوري الثلاثة اتجاهات وهو يرى صعوبة الاتجاه الأول، صعوبة أنه حرب تحرير خصوصا حرب تحرير في هذا الجو كلام ليس عمليا وأنه حيبقى في عملية استنزاف مستمرة لا.. لأنه الآن لا بد لهذه الجيوش أنها تحدد معركة معينة تبقي النار -طبقا لرأيه- تبقي النار مشتعلة على خطوط قناة السويس وعلى خطوط التماس كلها، لكن الـ Bulks الرئيسية أو الجهد الأساسي ينبغي أن يكون إعادة التدريب والحشد والتسليح إلى آخره، فالكلام على الحرب الشعبية كان غير مقنع بالنسبة له على الأقل في هذه الفترة، وقف الضخ أيضا لثلاثة أشهر وعقاب كل العالم كله لم يكون يبدو عمليا، بدت له عملية أكثر فكرة الشيخ صباح لكنه أعتقد.. فكرة الشيخ صباح وهي الخاصة بالدعم لكنها كانت ثقيلة جدا على قلبه لأنه.. أنا فاكر المناقشات اللي دارت وقتها في هذا الموضوع وبعضها دار في بيت الرئيس عبد الناصر وأنا شاركت في بعضها، كان في السيد علي صبري، كان في زكريا محيي الدين، كان في.. يعني كان في ناس بيحضروا يعني، وكان في صدقي سليمان وكان في الدكتور فوزي، أظن أيضا أن الاتجاه العام كله بشكل أو آخر كان إلى قبول أنه في كل هذه الآراء الفكرة الصادرة عن الشيخ صباح في ذلك الوقت هي أكثر ما يمكن قبوله لكن عند جمال عبد الناصر كان واضحا أنه في نوع من الـ Block النفسي لأنه هو بالنسبة له في معركة كانت دائرة كانت موجودة بين تقدمي في العالم العربي وتقليدي، في معركة اجتماعية ومعركة فرز جرت والآن أن تضطر الدول الثورية أو اللي كانت بتسمي ثورية والمقاتلة -واللي كانت مقاتلة فعلا- أن تأخذ معونة من الدول التقليدية فهذا بدا.. أنا بأعتقد أن جمال عبد الناصر قعد يمكن في هذا الموضوع أسبوعا، هو مقتنع عقليا لكن في Block نفسي وأنا أظن أن هذه كانت من معاركه مع كبريائه، رجل الدولة فيه وكبرياء الثوري فيه، وهو غير قادر يقتنع لكن أنا أظنه أنه على مضض قبل لأنه أنا بأعتقد أن الرجل في هذا الوقت كان مستعدا يدي كل شيء في سبيل أن يعود إلى ميدان القتال، وتصور أنه حرب شعبية وتصور قطع إمدادات البترول وقطع العلاقات مع أميركا وألمانيا وإنجلترا أنا أظن أنه بدا له في ذلك الوقت فيه نوع من الطفولة اليسارية التي لم يكن هناك ما يبررها من حقائق الموقف لأنه كان رأيه أنه لا بد أن نواجه الحقيقة كما جرت ولا نخدع أنفسنا فيها وأنه إذا حد فينا شايف الموقف ثقيلا جدا على نفسه فعليه أن يؤقلم نفسه مع الظروف أو يشوف أي طريقة يعني، لكن على أي حال تقرر أن إحنا حنروح الخرطوم وأنه في الغالب أن إحنا حنؤيد اقتراحات الكويت ولكن جمال عبد الناصر طلب عدم إعلان هذا لأن إبقاء الموضوع حتى نذهب إلى الخرطوم ونطل على الصورة، أنا فاكر أن إحنا حتى في الطيارة حتى في الطائرة المسافرة للخرطوم أن جمال عبد الناصر وزكريا محيي الدين قدامه وأنا موجود معهم أنا فاكر أنه كان لا يزال بيتكلم في ألم وعذاب قبوله مساعدة من دول البترول لكن في يا إما المعركة في ظروف أفضل يا إما الناس تتكلم على الكبرياء، لكن أنا بأعتقد أنها كانت فعلا من اللحظات القاسية جدا عليه.[فاصل إعلاني]
استقبال الخرطوم.. أهلا أيها المهزوممحمد حسنين هيكل: على أي حال أنا حأقف قدام مطار الخرطوم لأنه حدث فيه أشياء غريبة قوي، وصلنا لمطار الخرطوم وأنا فاكر كويس جدا نزلنا، أولا في الطيارة كان جمال عبد الناصر جنب حكاية الدعم أظنه كان قلقا جدا أو على الأقل متوترا جدا من فكرة لقاء في العالم العربي لأن اللقاءات السابقة على مؤتمر القمة هو دخل فيها وهو الزعيم المعترف به ومعلقة الآمال عليه لكنه عاد للخرطوم وسوف يلتقي بهم مرة ثانية بالتأكيد في ظروف أخرى هو لا يزال الأقوى في العالم العربي لكنه حاسس أنه داخل مجروح في مؤتمر قمة عربية، وأنا بأعتقد أن هذه اللحظات من الصراع بين الرجل رجل الدولة وبين الثوري والصراع مع النفس والصراع ضد الكبرياء أعتقد أنها كانت من أنبل اللحظات وأنا كنت شايف العذاب الموجود فيها. على أي حال وصلنا مطار الخرطوم، نزلنا في مطار الخرطوم وفيه الأزهري وفيه محجوب رئيس الوزارة وبعدين فوجئنا بأن محجوب بيقول للرئيس عبد الناصر بيقول له إن طيارة الملك فيصل موجودة في الأفق دخلت في الـ Range وحتنزل فإيه رأي سيادتك كبادرة حسن نية أن تقف معنا ننتظره سوا ونأخذه علشان تنزلوا كلكم في موكب واحد وهو موجود وأنا خائف إحنا عاوزين نروح معك لغاية مقر الإقامة في الفندق فندق الهيلتون وقتها، عاوزين نروح معك مقر الإقامة لكن ما فيش وقت لأنه حنقابل الملك فيصل وأنت جئت وتصادف أن الطائرات المواعيد اللي بينها دقائق. واقع الأمر أنه ما كانتش كده، أنا أظن أنه كان في وراءها أو كان في جنبها كان في نوع من الترتيب يعني أنا ما بأتهمش أحدا لكن بأعتقد أنه كان في نوع من الترتيب أن جمال عبد الناصر يقف في انتظار الملك فيصل، جمال عبد الناصر قال لا أنا حأمشي لأنه مش معقول بعد كل اللي جرى أن نلتقي في المطار إحنا محتاجين جلسات أو جلسة على أقل تقدير جلسة تمهيدية نتحدث فيها معا وبوضوح قبل ما.. لأنه.. أنا مش حأقف أستناه في المطار بالطريقة دي، لكن محجوب والأزهري بيلحوا وجمال عبد الناصر بدا Wavering بدا يتردد شوية لكن حصل حاجة غريبة قوي وصل في هذه اللحظة شخص بعيد عن ده كله وهو الأستاذ ممدوح طه رئيس قسم الأخبار في الأهرام في ذلك الوقت وجاء بيقول لي إن مدينة الخرطوم كلها معبأة والجماهير بتزحف من أول.. شمالا من أول النوبة لغاية الملكال كله بيزحف على الخرطوم وأن الخرطوم مزدحمة بملايين الناس تقريبا وكلهم في انتظار جمال عبد الناصر وأنه أي توقع أي حاجة ثانية لأي حاجة غير جمال عبد الناصر في هذه اللحظة هو بيعتقد ممدوح طه أنها خطأ. ممدوح طه في هذه اللحظة أنا أظنه لعب دورا تاريخيا أكثر مما كان يتصور، أنا أخذت ممدوح وقلت له تعال قل للرئيس أنت شايف إيه في الخرطوم، كل ده بيجري في ثوان ودقائق، راح ممدوح بيكلم جمال عبد الناصر وواقف زكريا محيي الدين وبيقول له سيادة الرئيس الدنيا كلها في انتظارك وأنا التأخير أنا قلق منه، فجمال عبد الناصر يا دوب سمع ده فقال لمحجوب قال له أنا مش حأستنى وهو كان من الأول الحقيقة مش مقتنع لكن خرجنا ومحجوب جاء معه والأزهري إستنى الملك فيصل وكانت طائرة الملك فيصل في تلك اللحظة بتعمل Touch Down على الأرض لمست الأرض على مدرج المطار. على أي حال إحنا خرجنا، خرجنا إلى شوارع الخرطوم وإذا نحن أمام ما لم نكن نتصوره لأنه في جماهير في هذه المدينة هذه العاصمة المثلثة زي ما بيقولوا، هذه العاصمة المثلثة كان فيها مشهد حقيقة من مشاهد التاريخ من المشاهد التي لا تتكرر، وأنا بأعتقد أن هذا المشهد مشهد الخرطوم لعب دورا مهما جدا في السياسة العربية وفي السياسة الإقليمية وفي السياسة الدولية في ذلك الوقت لأن ملايين السودانيين والسودانيات والأطفال بالزهور وبالشعارات وبالاندفاع المتحمس الذي لا.. يعني مستعد يعمل أي حاجة، عمال يهتف لجمال عبد الناصر ويسد الطريق حوله ويمشي وراءه موكب كتل جبال تتحرك من الناس لدرجة أن نيوزويك في ذلك الوقت عندها -وأنا أشرت إليه مرة قبل كده- عندها غلاف مجلة نيوزويك الأميركية عندها غلاف عليه صورة لجمال عبد الناصر في هذا الموكب المتحرك في الخرطوم هذا الجبل هذا السيل المتحرك في الخرطوم من الناس وهذا المشهد الذي لا يصدق والناس اللي بترمي زهور وهتافات وماسكة شعارات ورافعة رايات ورافعة صور وكلهم متحمسين وكلهم في ذهنهم أن يشدوا أزر هذا الرجل الذي اعتبروه بطلا وأنهم في هذه اللحظة هم أرادوا أن يقفوا معه وأن يظهروا تصميمهم على مواصلة المعركة، لكن المشهد كان غير معقول لدرجة نيوزويك حطت على الغلاف صورة جمال عبد الناصر في هذا الموكب وكتبت تحتها العنوان اللي تحتها Hail the Conquered أهلا أيها المهزوم، عادة يقال في التاريخ الروماني (لغة أجنبية) الفيالق الإمبراطورية أو الفيالق الرومانية والجماهير الرومانية تحيي القيصر دائما بأنها كانت تقول له Hail the Conqueror، Hail the Conqueror مرحبا أيها المنتصر، لكن لأول مرة يقال Hail يحيا أو مرحبا للمهزوم في الحرب لكن هنا بشكل ما جماهير الخرطوم بتحول جمال عبد الناصر إلى بطل منتصر، منتصر في معركة مش في ميدان القتال لكن في معركة السياسة والتأثير. الحاجة الغريبة أن هذا المشهد كان مذهلا لكل الناس حتى أنا شفت محجوب.. شفت وكالات الأنباء ثاني يوم، شفت الـ Reaction وشفت أنه فعلا هذا المشهد أحدث تأثيرا غريبا جدا سواء في السودان في المؤتمر في الإقليم في العالم الخارجي، لأنه اعتبر أنه طيب ممكن قوي حد يقول إن الطريقة التي حصلت في القاهرة يوم التنحي وحتى في العواصم العربية كلها وحتى في العالم الثالث كله يمكن كانت ردة فعل عاطفية، لكن هذا كان ثلاثة أشهر بعد النكسة وكان في عاصمة أخرى بعيدة عن سلطة جمال عبد الناصر وعن سلطانه وهذا الذي.. بالعكس يعني كانت متحفظة السياسة الرسمية في ذلك الوقت في السودان ومحجوب كان فيها كانت متحفظة ولازم أشهد لها بهذا أو أشهد بهذا على أي الأحوال، لكن هذا الذي جرى كان غلابا فوق كل شيء، وهذا موضوع لم يفت لا على بقية الدول العربية اللي كانت اجتمعت في المؤتمر لأن جمال عبد الناصر نزل في مطار الخرطوم على نحو ودخل إلى قاعة انعقاد المؤتمر على نحو آخر تماما يعوض كل ما أحس به ويزيل وساوسه وهواجسه لأنه على الأقل في هذه اللحظة هؤلاء الذين اجتمعوا وهم يتصورون أنهم سوف يقابلون رجلا تأثرت قيمته في كل الأحوال وجدوا أنفسهم أن هذا رجل لا يزال يسيطر وبشدة وبأكثر من أي وقت مضى على الشارع العربي وعلى مشاعره وعلى طموحاته. لما وصلنا للهيلتون أنا.. أكثر الناس المندهشين كان جمال عبد الناصر وهو حقيقة في حالة ذهول وحصل بيننا مشهد أنا حأتكلم عليه في الآخر، لكن على أي حال الملك فيصل بعد كده الجماهير فات موكب جمال عبد الناصر والجماهير جبل الجماهير المتحرك وراءه كان سادد الطريق على موكب الملك فيصل اللي في ذلك الوقت خرج من المطار وبدأ يحاول يدخل نحو المدينة لكنه معطل، والموكب جبل قدامه يزحف ويتقدم إلى قلب العاصمة السودانية وفيه جمال عبد الناصر وهو وراء في المشهد ده والناس حواليه مجموعات متناثرة لكن هذه المجموعات المتناثرة بينها وبين الموكب السابق اللي قدام في حشد بلا حدود يفصل فصلا كاملا بين الموكبين ولكن بعض الناس المحيطين بموكب فيصل في ذلك الوقت بدؤوا ينادونه وبدؤوا الحقيقة يعني بقى في بعض من يمكن ربما التجاوز معه لأنه بدأت الجماهير السودانية بغريزتها وبالسليقة ينادونه يا فيصل امش وراء جمال عبد الناصر من لا يمشي وراء جمال عبد الناصر خائن، وهتافات لجمال عبد الناصر في وجه الملك فيصل وأنا بأعتقد أن الملك -وأنا سمعت منه فيما بعد- الملك استغرب جدا وأظنه واعتبرها To be fair علشان أبقى منصفا معه هو اعتبرها حقيقية Genuine، وهو قال لي هو بعد كده قال لي أنا لما شفت أنا اعتبرت أن ده نوع من الاستفتاء وأنا كنت قابل بنتيجته ما عنديش مانع منه قابل بالنتيجة لكنه بدا بالنسبة لي في ذلك الوقت أنا لازم أعترف أني أنا كنت مستغربا له وضقت به لكن أنا فهمت هذا المعنى، الشعب السوداني أراد أن يعطي رسالة وأنا قبلتها وفهمتها كما هي رغم أنها لم تعجبني في لحظتها، علشان أبقى أمينا في الموضوع ده. لكن على أي حال بدأ المؤتمر، أولا اكتشفت أن صديقي نديم دمشقية السفير نديم دمشقية الرئيس شارل حلو جابه معه في الوفد لأنه يعلم صلته القديمة بجمال عبد الناصر من وقت ما كان سفيرا عندنا وكان قائما بالأعمال وإلى آخره، ونديم كان جاي من واشنطن ومعه صورة للموقف هناك وأنا شخصيا رحت شفته لما عرفت أنه موجود، عرفت أنه موجود في الغراند أوتيل مش موجود معنا في نفس الفندق اللي كان فيه الوفود فأنا كلمته وبسبب الإجراءات فضلت أن أروح له أنا في.. وحاولت أعرف منه إيه اللي في أميركا لأن هو جاي من أميركا وأنا عارف أن عنده صداقات في واشنطن وعنده علاقة خاصة أو يعني بيعرف كفاية ريتشارد هيلمز رئيس المخابرات الأميركية وهو في ذلك الوقت نحن جميعا نعرف أن هو الرجل المفتاح في واشنطن لأنه الذي قاد عملية على الناحية الأميركية هو الرجل الذي قاد وتصرف باسم الولايات المتحدة وبكل قواها تصرف في معركة سنة 67 فأنا كنت عاوز أشوف نديم وعاوز يعني.. قعدت شوية مع محجوب فترة طويلة أو قعدت معه في الفندق أيضا فترة طويلة لأنه كنا بشكل أو آخر.. غيري كمان اللي كان بيعمله الدكتور فوزي طبعا كان بيتحرك كلنا كنا بنحاول نشوف قبل اجتماع.. لأنه تقرر أن الاجتماع الأول سوف يكون في الساعة الثامنة.. الساعة السادسة بعد ظهر هذا اليوم الذي وصلت فيه الوفود في الصباح إلى الخرطوم لأنه ما فيش وقت، ففي الساعة السادسة الوفود حتجتمع لكن قبل اجتماعات الوفود كل الناس بتتحرك بين الوفود لأن كل الناس بتحاول عدة حاجات، أول كل حاجة كل الناس بيحاولوا يستطلعوا الأجواء الموجودة كل أحد بيحاول يشوف ما هو الموقف المرجح كل الناس بتحاول تشوف إيه اللي ممكن لأنه في مدة محددة ضيقة جدا أن المؤتمر يطلع بقرارات والعالم العربي والعالم الخارجي كلهم معبؤون ماذا سوف يفعل العرب في هذه اللحظة؟ لأنه هنا كان واضحا أنها لحظة فارقة، إما العرب قادرون يواصلوا المعركة وبجد ويبدو أنه في جد، على الأقل في صف متماسك على الأقل يضمن على أقل تقدير يضمن أن هناك جبهة شرقية خصوصا أن سوريا في ذلك الوقت قالت مش حتحضر المؤتمر في وفد سوري حيروح لكنه لن يشارك في أعمال المؤتمر لأنهم لا يزالون يرون أنه لا فائدة في كل هذا الكلام وأن العالم العربي لازم يأخذ موقفا مختلفا، أيضا من سوء الحظ أن الرئيس بومدين قال مش حيروح لأنه بعث الرئيس بوتفليقة وهو وزير خارجية في ذلك الوقت لكن قال إنه لأن هو لا يزال رأيه أن حرب التحرير الشعبية هي الوسيلة الممكنة قياسا على تجربة الجزائر، وهنا كان في اختلاف جغرافيا في الأحوال. أنا شفت نديم دمشقية وأخذت نديم دمشقية -كل ده قبل الجلسات- يقابل جمال عبد الناصر علشان يقول له يسمع منه ما سمعته منه عن التقديرات المختلفة في واشنطن وأهمها ماذا يتصور الأميركان في المرحلة القادمة، لأن جمال عبد الناصر زي ما أنا حكيت في أحاديث سابقة وألحيت أنه كان واضحا أنه لا بد بشكل ما في عملية البحث السياسي المقدمة مع يأسنا الكامل من أي نتائج حقيقية له ومع تقدير أنه في معركة قادمة لا جدال ومع الاعتقاد أن هذه المعركة سوف تأخذ وقتا طويلا هذا الوقت الطويل لا يمكن أن ينقضي بدون عمل سياسي لا بد إذاً أن يكون الأميركان موجودين في الصورة، فنديم دمشقية جاي من واشنطن وأنا أخذته يحاول يحكي لجمال عبد الناصر ما هي التأثيرات الموجودة في واشنطن وآراؤهم المختلفة. أنا قدامي هنا محاضر اجتماعات الخرطوم محاضر اجتماعات القمة في الخرطوم وفيها كل اللي أنا كنت بأتكلم عليه.[فاصل إعلاني]
قمة الخرطوم.. السر في الأرقاممحمد حسنين هيكل: أول حاجة الجلسة ابتدأت تأخرت شوية بقيت فانعقدت الساعة عشرين يوم 29/8/67 وأنه حضر الاجتماع كافة الوفود، دي الجلسة الأولى الجلسة الافتتاحية فيما عدا الوفد السوري، رغم أن الجزائر معترضة لكن الوفد الجزائري حضر لكن برئاسة بوتفليقة غاب الرئيس لكن الجزائر حضرت، وبعدين الأزهري تكلم قال كلمة أخذت تقريبا ربع ساعة وبعدين محمد محجوب قام فعرض رئيس الوزارة السوداني وهو كان موجودا في مؤتمر وزراء الخارجية في بغداد قام وعرض في تقريره كل الخيارات اللي وصل إليها مؤتمر وزراء الخارجية في بغداد وهي فيها ملخصها باختصار كده فيها موجود فيها الخيارات الثلاثة وإيه الاختيار بينها، وبعدين بدأت المناقشات بدأت النقاشات الجلسة الأولى أخذت المراسم -قدامي- أخذت المراسم وخطاب الأزهري وخطاب محجوب، خطاب محجوب كان فيه الخيارات الثلاثة. الجلسة الثانية انعقدت ثاني يوم اللي هو يوم 30 الساعة 11 صباحا، وقبلها كان في مقابلات كان في أهمها في اعتقادي مقابلة رتبها محجوب بين جمال عبد الناصر وبين الملك فيصل لأول مرة بيتقابلوا وتقابلوا الساعة عشرة والجلسة الساعة 11، وفي هذه الجلسة أنا بأعتقد أن استقبال الخرطوم كان حاضرا وكان موجودا استقبال الخرطوم لجمال عبد الناصر كان حاضرا وكان موجودا وكان مؤثرا في كل أعمال المؤتمر وبالتحديد في هذه الجلسة، لأنه في هذه الجلسة بين جمال عبد الناصر وبين.. ولم يحضرها إلا محمد أحمد محجوب ما حدش آخر حضر، جاء الأزهري شوية لكن واقع الأمر اللي أدار الجلسة هو محجوب وما كانش محتاج يدير الجلسة لأنه من أول على طول كان باديا أن جمال عبد الناصر والملك فيصل، جمال عبد الناصر بتأثير رغبته في إنجاح المؤتمر لكن أيضا مستندا إلى تأييد هو لقاه امبارح غير وضعه تماما في اعتقادي وحتى في ثقته بنفسه وأعاد إليه نفس الكبرياء وإن كانت بطريقة مختلفة والملك فيصل أيضا بتقدير لما جرى وبفهم لمعناه وعلى أي حال بأعتقد أن هذا الاجتماع كان اجتماعا ناجحا لأنهم على طول بدؤوا بدأ الملك فيصل يقول له سيادة الرئيس أنت بتتهمني باليمن، وبعدين الغريبة جدا أنه في هذه الجلسة على طول اتفق على فك الاشتباك في اليمن وجمال عبد الناصر كان واثقا أن النظام الجمهوري يستطيع أن يبقى والملك فيصل كان واثقا أن النظام الملكي سوف يعود لليمن واتفق بين الاثنين طيب نوقف تدخلنا ونشوف ماذا يحدث، وأظن أنه بشكل أو آخر ومع حيوية محمد أحمد محجوب وهو كان شاعرا بالدرجة الأولى وشاعر ولو أنه غير مؤمن بالوحدة إطلاقا وحدة وادي النيل، وأنا ذكرت له بيت شعر من قبل اللي بيقول فيه
ولو أنا على حجر ذبحنا
جرت دمانا بالخبر اليقين
كل دم يروح في ناحية. على أي حال مشيت المسائل، أنا بأعتقد أن هذا الاجتماع.. لأنه إحنا كنا كلنا قاعدين في القاعة المعدة لاجتماعات القمة ونعلم.. بدأنا نخش فيها من أول الساعة عشرة ونعلم أنه في اجتماع ثنائي بين الملك وبين الرئيس ونعلم أن هذا الاجتماع سوف يتوقف عليه كثير جدا من مناخ المؤتمر على أقل تقدير، ولما جاؤوا ودخلوا الاثنان مع بعض أول ما دخلوا الاثنان مع بعض إلى قاعة المؤتمر أنا بأعتقد أن كثيرين جدا من.. أنا كنت سبت مقعدي مع الوفد المصري وقعدت مع الوفد اللبناني مع نديم دمشقية لكن الموقف أول ما دخلوا الاثنان كل الناس أحست، حتى أنا فاكر الرئيس شارل حلو أول ما شاف الاثنين داخلين قال انفرجت والله، وأظن أنه بقى في يعني بقى في إحساس مختلف. المهم أن الجلسة انعقدت وأول المتحدثين هو كان الملك حسين، الملك حسين قدامي طلب أنه قال إنه في قضايا مهمة جدا وإحنا نتكلم في حاجات جد فنحن نرجو أن القاعة تخلى من كل الوفود ويبقى فيها كل رئيس ومعه واحد فقط من أعضاء الوفد من أعضاء وفده، وجمال عبد الناصر قال إنه موافق على هذا الاقتراح لكنه عاوز أكثر من واحد لأنه سوف تناقش في هذا الاجتماع قضايا عسكرية وهو يطلب أن يكون بجواره كمان مش بس محمود فوزي وزكريا محيي الدين لكن يطلب أن يكون عبد المنعم رياض موجودا معه لأنه عاوز عبد المنعم رياض لأنه يعتقد أن هناك موضوعات عسكرية سوف تناقش ومن الضروري أن تناقش، خرجوا خرجنا كل.. واقع الأمر الحقيقة كلنا خرجنا ولكن الكلام أنا بأعتقد قدامي حتى محضر الجلسات السرية وهي كلها مقفولة. الملك حسين بدأ يحكي إيه اللي حصل عنده بقدر ما.. الملك حسين الحقيقة ركز على ما بعد، جمال عبد الناصر بدأ يحكي كل اللي كان كل اللي جرى من وقتها من سياق المعركة إلى آخره وقال -وأنا بأعتقد أن هنا مهم- قال أنا بدأت علاقتي تسوء مع الأميركان وأنا بأقول لكم بوضوح منذ تدخلوا في موضوع صواريخ، لأن الأميركان تدخلوا عندنا في ثلاثة أشياء، تدخلوا في موضوع إنتاجنا للصواريخ والطائرات، تدخلوا في إنتاجنا محاولاتنا الذرية محاولاتنا النووية في المجال النووي وطلبوا أنهم يفتشوا وأنا قلت إن الأمم المتحدة تفتش أنا ما عنديش مانع لكن بدوا هم الرئيس جونسون أصر أن هم يفتشوا، وأفاض جمال عبد الناصر في هذا الموضوع وكان هذا صحيحا لأنه ضمن الأشياء اللي كانت موجودة من قبل الحرب من قبل المعركة أنه في 1965 كانت المسائل ساءت جدا بيننا وبين الأميركان بسبب موضوع عملنا إحنا في مجال التسليح، فجمال عبد الناصر حكى ده كله بالتفصيل وبعدين حكى ما جرى في المعركة حصل كان.. في الطيران، حكى حكى طويلا جدا وتكلم، طرح كل حاجة وكيف سارت المعركة ولم يخف شيئا، أظنه واضحا قدامي أنه لم يخف شيئا ثم دارت مناقشات، لكن جمال عبد الناصر في كلامه بدأ يرجح -خصوصا بعد ما شاف الملك فيصل- بدأ يرجح أنه.. لغاية دلوقت لا هو كان أعلن قبوله صراحة لاقتراح الكويت أو لاقتراح الشيخ صباح اللي هو الخاص بالدعم بدل القطع الدعم المالي أو تقديم المال العربي لكي يدخل في المعركة ولكي يساعد المعركة بديلا من قطعه وبديلا من كذا، ما كانش تكلم فيه، وهو مع الملك فيصل في الاجتماع المغلق أنا عارف أن هو ما تكلمش فيه عرفت فيما بعد أنه ما حدش تكلم فيه ولا الملك فيصل، لكن محجوب بيقول لي بعدها الأستاذ محمد أحمد محجوب رئيس الوزراء السوداني بيقول لي بعدها بيقول لي إنه حاول يعرف من الملك فيصل حيدفعوا إيه أو حيعملوا إيه ما هو حجم ما تريد المملكة العربية السعودية أن تساعد به في هذه اللحظة والملك فيصل رفض أن يعطيه أرقاما وقال له ما لدي من أرقام سوف أعلنه في الجلسة، لكن هكذا جاءت الجلسة الثانية بقى. الجلسة الأولى كان فيها عرض لكل المواقف ولكل الحاجات دي كلها وبان أنه في قبول أن الخيار الكويتي هو مرشح أكثر من غيره، الجلسة الثانية بدأ الكلام وبدأ يخش الموضوع أكثر في التفاصيل وكل الوفود قاعدة وما حدش عارف إلى أي مدى سوف تصل الدول العربية في دعمها لأنه كان واضحا أنه على سبيل المثال مصر، مصر ما كانتش عايزة في ذلك الوقت حد يديها حاجة في مجال شراء السلاح لأن السلاح كله في ذلك الوقت كان جاي من الاتحاد السوفياتي ولم يكن هناك.. ومفهومة حيتعمل إزاي، مصر سوف تفعله بأي طريقة معروف التعامل مع الاتحاد السوفياتي الاتفاقات الثنائية واتفاقات دفع ثنائي مقايضة تقريبا وعلى أي حال ما فيش مصدر سلاح أميركي ولا إنجليزي ولا فرنساوي في ذلك الوقت كان متاحا، فموضوع السلاح كان بره العملية كلها لكن مصر في ذلك الوقت خسرت دخل قناة السويس، خسرت دخل السياحة ولكن إحنا مش عاوزين نقول أرقاما ولا عاوزين نقول حاجة، بقى واضحا أن إحنا ليس عندنا مانع مصريا من هذا الخيار لكن نحن لا نتحدث في أرقام، خسائرنا واضحة ومعروفة لكن نحن لا نريد لكن في ذلك الوقت بدأت دول كثير قوي تخش تبقى مهتمة بالمناقشة. يعني هو حاجة غريبة قوي لما بدأ يبقى في الموضوع المالي مطروحا أظن أنه في دول أخرى بدأت تفكر جديا في أنه.. ومنها السوريون إخواننا في سوريا طبيعي أنهم بدؤوا يلفت نظرهم إلى أنه أما وهناك أغلبية بهذا الشكل واضحة متجهة إلى حاجة معينة فهم موجودون في المعركة إذاً سوف يأخذون هذا الخيار لكنهم تقدموا إليه مترددين بخطى ثقيلة أظن يعني أيضا يعني أظن أن كان عندهم حرج الآخرون زي ما كان عندنا حرج لكن يمكن حرجهم هم كان أكثر لأن نبرة الخطاب كانت نبرة مختلفة عندهم عنها عندنا. لكن لما قعدنا في الجلسة والناس يعني أنا فاكر قوي أن لعبة التخمين عن الأرقام كانت كل الوفود بتتكلم فيها، أنا فاكر الرئيس شار حلو جاء لي بيقول لي خمن شو أرقام إيه؟ قلت له بحقيقي ما أعرفش يعني لكن ولا أظن قلت له سيادة الرئيس ما جراش لم يجر اتفاق بشأنها إطلاقا وأظن أن إحنا كلنا قدامنا جميعا قدام مفاجأة حنعرف إيه اللي حصل إيه، لكن في الاجتماع الملك فيصل أول واحد رفع يده وقال إن المملكة العربية السعودية سوف تقدم خمسين مليون جنيه إسترليني لدعم الدول العربية، تلته الكويت وقف قال أمير الكويت إنهم حيدوا مستعدون يدوا ثلاثين مليون جنيه إسترليني، وطلعت المبالغ اللي حتدفعها الدول العربية تقريبا لغاية 150 مليون جنيه وخص مصر تقريبا في ذلك الوقت أظن 120 مليون جنيه إسترليني، حاول الأردن يأخذ أكثر وجمال عبد الناصر قال أنا ليس عندي مانع أن جزءا من نصيب مصر يروح للأردن لأني أنا أعلم أن الأردن عليه واجبات كثير جدا في شأن ما هو قادم. لكن بصفة عامة أنا بأعتقد أن المؤتمر كان شكله معقولا جدا، حآجي على مشهد أخير في هذا المؤتمر أنا أشرت له أثناء الحديث وهو مشهد جرى بيني وبين جمال عبد الناصر، لما دخلنا بعد الاستقبال الهائل إلى جناحه في فندق هيلتون هو بيقول لي إيه؟ بيقول لي.. باين عليه الذهول جدا فأنا في ذلك الوقت الحقيقة أنا عمري ما كنت بأحاول أنه يعني سياسة الإطراء لزعيم أنا لست من أنصارها وأعتقد أن ما يخدم به أي زعيم أن يقول له أي صديق له أو أي معاون له أو أي قريب منه أن يقول له رأيه بصراحة وبأمانة وأن يعمل التفكير فيه، لكن أنا يومها كنت مأخوذا بحماسة الاستقبال فقلت له إيه؟ قلت له إن الاستقبال بتاعه ده بيفكرني ببيتي شعر لشوقي، شوقي بيقول عن حافظ إبراهيم شاعر النيل الشاعر الكبير حافظ إبراهيم، شوقي بيتكلم عنه، لكن شوقي بيقولها في رثاء حافظ إبراهيم في أربعين حافظ إبراهيم وكان الناس اتهموه أنه شمت في حافظ إبراهيم وأنه ما قالش قصيدة، وقتها في الأربعين شوقي وقف قام قال قصيدة مهمة جدا أو قصيدة بديعة يعني بيقول له فيها بيقول شوقي بيكلم حافظ بيقول إيه؟ بيقول له
انظر فأنت كأمس شأنك باذخ
في الشرق واسمك أرفع الأسماء
ما حطموك وإنما بك حطموا
من ذا يحطم رفرف الجوزاء
لما قلت بيتي الشعر دول لجمال عبد الناصر قال لي عاوز أكتبهم وبدأ يكتبهم وبعدين سألني سؤالا غريبا قال لي إيه القصيدة دي؟ قلت له قصيدة قالها شوقي.. ما حبيتش أقول له إنها رثاء على أي حال يعني، وبعدين بأقول له قصيدة قالها شوقي على حافظ إبراهيم وأنا مش فاكر المناسبة إيه، واقع الأمر أنها زي ما قلت كانت رثاء وكان أولها بيقول شوقي بيقول لحافظ بيقول له
قد كنت أوثر أن تقول رثائي
-لأنه هنا كان في ناس قالوا إن شوقي شمت فشوقي بيقول-
قد كنت أوثر أن تقول رثائي
يا منصف الموتى من الأحياء
لكن ذهبت وكل طيب سلامة
قدر وكل منية بلقاء
وبعدين جاي
انظر فأنت كأمس شأنك باذخ
في الشرق واسمك أرفع الأسماء
أنا ما رضيتش أقول مطلع القصيدة لجمال عبد الناصر وكتبها هو مليته وكتبها وكان بشكل ما بيتا الشعر دول لقوا صدى عنده. لما رجعنا القاهرة لقيته يوم بيضرب لي تليفون بيقول لي إيه؟ بيقول لي أنا فاهم أنت ليه ما قلتليش مطلع القصيدة لأنها كانت قصيدة رثاء، قلت له الحقيقة أنا ما حبيتش أقولها، أنا كنت فاكر طبعا فاكر القصيدة كلها وعارف أن ده في أي مناسبة قيلت لكن ما حبيتش أقولها، فقال لي أنا لما رجعت طلبت أن يشوفوا لي ديوان شوقي وأن يشوفوا لي إيه القصيدة دي مطلعها إيه أو إيه هي دي وبعدين لما قرأت القصيدة فهمت وبعدين أنا يعني فاهم مشاعرك يعني لكن أنا والله ما كانش ضايقني لو أنك كنت قلت لي إنها كانت قصيدة رثاء، عايز أقول لك إني أنا –وأنا.. غريبة جدا- أنا كل اللي عايزه أن أعيش لغاية ما يبقى هذا البلد جاهزا لمعركته ومقبلا عليها لأن هذا مما لا مفر لنا منه. أنا آسف بأختم بهذا المشهد هذه المجموعة من الأحاديث لكن أنا بأستأذن في غيبة لأسابيع وربما لشهور وأرجو أن نلتقي بإذن الله على خير وتصبحوا.المصدر:
الجزيرة
تعليقات القراء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الجزيرة وإنما تعبر عن رأي أصحابها
انور علي
yemen
قد كنت أوثر ان تكمل ما بدائت يا مظهر التبيان للأعيان لاكن اقول لك ايضا ماقالة شوقي : ان الذي خلق الحقيقة علقما لم يخل من اهل الحقيقة جيلا ولربما قتل الغرام رجالها قتل الغرام كم استباح قتيلا منتظرين وان شاء اللة تعود بالصحة والسلامة
غسان ماضي ابو يعرب
تونس
شكرا يا استاد هيكل بالتوفيق
علي
الدنمارك
الله يوفقك يا استاذ هيكل ويعطيك العافيه على المجهود الكبير الي بذلته في فك طلاسم حرب 67 . بنشوفك بخير انشاء الله
سمير معين الحلبي
سورية
خسارة يا سيد هيكل ان ننقطع ولو لفترة عن سماع رواية تلك الفترة من تاريخنا باسلوبك اللذي -باعتقادي- اشبه بالقصص التي يرويها الاجداد للاحفاد
أشرف مدحت
مصر
ألم تثبت كل حلقات هيكل أن عبد الناصر فشل كحاكم وقائد عسكري فلماذا حرص هيكل الدائم على تجميل صورته واختلاق الأعذار له؟ ثم لماذا لم يتحدث عن خيانة حكومة سوريا في 67 كما تحدث عن خيانة حكومة الأردن؟
د\انور محمد عثمان
السودان
نحن فى انتظارك حفظك الله مرجعا ومعلما للاجيال فكل الدول المتقدمه تستفيد من خبراتها الا نحن ولكن لى عتاب لماذا لم تذكر ما قاله المحجوب للملك فيصل عندما حاولوا ان يكون للسودان نصيب فى الاموال الداعمه للمجهود الحربى
أبوبكر أحمد الإنبابي
القاهرة
الأستاذ المعلم محمد حسنين هيكل لك كل الشكر والتقدير ندعوا الله لك بدوام الصحة والعافية نرجوا ألا يطول غيابك استقبال الخرطوم يثبت أن جمال كان يمثل آمال وتطلعات الشعب العربي و أيضاً شعوب أخري كثيرة فهو رمز عالمي مثل جيفارا ومثل غاندي وآخرين قال شواي ان لاي رئيس وزراء الصين تعليقاً علي وفاة جمال كيف سمحتم أن يحدث هذا - يقصد أن من أحاطوا به لم يحافظوا علي زعيمهم وأرهقوه حتي الموت ولم يكونوا علي مستوي المسئولية والواجب .
أحمد
مصر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أستاذ هيكل ما تقوله مهم جداَ لنا كشباب لم يحضر تلك الفترة، وقد نختلف مع بعض ما تقول ولكن تبقى الأهمية الكبرى لما تقدمه من معلومات كأهم شاهد على هذا العصر.
سمير ابراهيم احمد حسن
المنصورة - مصر
بعد رحله طويله مع احداث وطلاسم نكسة 1967 .. ومتعة التعرف على التاريخ وعبره .. يصل بنا الاستاذ الى الحلقة الاخيرة من المجموعة السادسة من مسيرة حياته الحافلة بالمواقف والاحداث المصيريه فى تاريخ هذا البلد العظيم بوصفه متابعا ومسجلا وغالبا مشاركا . نرجوا من استاذنا ان تدور المجموعة القادمة من تجربة حياه حول تلك الفترة الممتده من نكسة 1967وحتى إنتصار 1973 .. ففى تلك الفترة توهج معدن الشعب المصرى وقدم تضحياته طواعيه فى سبيل معركة التحرير ..وختاما ادعوا للاستاذ بالصحة والعافية وطول العمر .
مجدي رجب محمود
مصر
هاتوحشنا يا أستاذ هيكل...
1 2
هيكل.. طلاسم 67 وحديث قلب وعقل مع عبد الناصر
function PopReadonlyMetadataAudio()
{
var winShowMedia = window.open('/Channel/KServices/SupportPages/ShowMedia/showMedia.aspx?fileURL=/mritems/streams/2009/7/9/1_926650_1_13.mp3&ImgURL=/mritems/images/2009/3/5/1_898232_1_34.jpg','ShowMediaWin','width=590; height=450; scrollbars=1'); winShowMedia.focus();}
ضيف الحلقة: محمد حسنين هيكل
تاريخ الحلقة: 9/7/2009
- عزلة المنصب الرئاسي ومسؤولية الصديق- مراجعة المواقف والأحداث وطرح الأسئلة- تحديد الأخطاء والبحث عن الإجاباتعزلة المنصب الرئاسي ومسؤولية الصديقمحمد حسنين هيكلمحمد حسنين هيكل: مساء الخير. في حياة كل واحد منا كل يوم مواعيد ولقاءات كثيرة لكن بعض المواعيد واللقاءات تختلف اختلافا نوعيا عن غيرها لأنها تجيء في لحظات شديدة الحساسية أو لحظات مشحونة بالمشاعر أو لحظات أزمات تكون فيها المصائر معلقة فوق الرؤوس لكن هذه اللقاءات لا تبقى فقط في الذاكرة ولكنها تحفر لنفسها ركنا فيها وتظل موجودة وحية وتكاد تكون نابضة بالدفء وبالتعبيرات السريعة والمتلاحقة والمتقاربة والحميمة يعني. واحد من هذه اللقاءات كان لقاء مع جمال عبد الناصر يوم 10 يونيو، نفتكر أنه يوم 8 هو كلمني وقال لي على الموقف في الجبهة كما رآه في ذلك الوقت وطلب مني أن أساعد في إعداد مشروع خطاب التنحي وأنا كنت موافقه عليه كما شرحت، وهو كان لا بد -زي ما هو قال- لا بد يمشي، وثاني يوم الصبح حكيت أنا طويلا يوم الجمعة 9 كيف كنا طول اليوم في مكتبه ونتحدث في موضوع خطابه للتنحي ونناقش مشروعه وكانت لحظات فعلا متعبة جدا يعني، وتحدثنا أيضا أنه ظللنا يقظين، كل الناس ظلت يقظة طول مساء وليل يوم 9 وحتى الفجر يوم 10 يعني وحتى الفجر وشرحت كيف حدث ما حدث في الشوارع وفي الشارع العربي كله وفي المدن العربية كلها وفي العواصم العربية كلها وكيف أن العالم -حتى العالم الخارجي- كان في حالة صدمة لقرار التنحي، وشرحت الظروف اللي اضطر فيها للعودة عن قراره، وآخر مرة تكلمنا فيها كان حوالي الساعة 12,30 يوم السبت 10 كان طلب مني أن أبلغ جوابه لمجلس الشعب للرئيس أنور السادات وقتها وإلى السيد محمد فايق وزير الإعلام، وفي هذا التلفون الساعة 12,30 تقريبا أو 12,25 قال لي حأشوفك بالليل، في المساء يعني، وأنا كنت قلت له ما تخليها لما تستريح شوية، قال لي لا، لا، معلش وبعدين انتهت المكالمة، وبعدين بعدها بشوية على بعد الظهر الساعة 3 اتصل بي السيد محمد أحمد سكرتيره في ذلك الوقت وأبلغني أن الموعد الساعة 7,30 مساء وأنا اترجيب السيد محمد أحمد إذا كان ممكن يصلني بالرئيس لأنه كنت أنا شخصيا كنت مستهولا جدا أن أشوفه في نفس اليوم لأنه أنا عارف إيه طبيعة ما قاساه في ذلك اليوم سواء من ناحية المشاعر من ناحية الهموم من ناحية الأثقال من ناحية الناس اللي اندفعت في هذه الفترة من كبار المسؤولين يحاولوا يشوفوه، وكان رأيي أنه في هذه الليلة هو محتاج أن ينام أكثر من أي حاجة ثانية لكي يستطيع في الصباح أن يكون قادرا على اتخاذ قرارات لا بد من اتخاذها ومواجهة مواقف لا بد من مواجهتها. وفعلا كنت قاعد يعني كنت بأترجى محمد أحمد أن يصلني به، أنا ما كنتش قادر أتصل به لأنه ما كانش في المكتب حتى يعني، كان في الصالون وكان عنده ناس كثير قوي، فمحمد أحمد ما كلمنيش وأنا رجعت ذكرته ثاني، ذكرت محمد أحمد ثاني إذا كان ممكن يصلني بالرئيس، في ذلك الوقت اتصل بي الرئيس السادات وكان جاي من عند الرئيس عبد الناصر، كان ضمن الناس اللي موجودين عند جمال عبد الناصر، وأنور السادات في التلفون بيقول لي، هو طبعا الرجل كان قاسى زي كل الناس لكن بيقول لي، أنا بأقول له إيه الأخبار هناك؟ قال لي يا محمد -هو الوحيد اللي كان بيقول لي يا محمد على فكرة- يا محمد هديتم حيلي، أنا اتهد حيلي، قلت له كلنا زي بعض، لكن يعني المسألة مسألة لم تعد من اتهد حيله دلوقت لكن يعني ماذا يمكن.. قال لي أنا عارف أنك أنت حتروح النهارده بالليل عند المعلم -زي ما هو كان بيقول وأنا ما كنتش موافقا قوي عالتعبير لكن هو أنور السادات كان دائما من أيام عمله تحت الأرض وكذا كان عنده بعض المرات يستعمل أوصافا وأنا كنت بألاقيها ظريفة معي لكن ليست ظريفة مع غيري، يعني ما أقدرش أتصور أن حد غير أنور السادات كان ممكن يقول معلم- فبأقول له أنا بأفكر ما أروحش عاوز النهارده عاوز أكلمه أنا مستني تلفون لأنني مش عايز أروح لأنه أنا حاسس أنه تعبان، فأنور السادات هاج وقال لي لا بد تروح أنت عارف كذا كذا وهو بشكل أو بآخر بيستريح في الكلام معك، وهو أنور السادات فعلا كان واحدا من الناس القريبين جدا واللي عارفين طبيعة العلاقة بيني وبين جمال عبد الناصر لدرجة أن مرات نبقى نكون قاعدين، مرات نبقى قاعدين سوية كثير قوي فيقول لكل الآخرين يالله بنا ونسيبه مع محمد يتكلموا، ويتكلم معه كلاما يعني، ويمكن كانت الميزة الأساسية في هذا الموضوع وأنا لا أعتبر أنه لي فضل فيها هو أنني كنت بأتكلم بصراحة، أنا بأعتقد أن صداقة رئيس دولة خصوصا إذا جمعت بينها ظروف تجعل هناك ألفة لأنه أنا عرفت جمال عبد الناصر من قبل أن تحيط به هذه الهالة الأسطورية وتكلمت معه وتناقشت معه وربطت الظروف والتجارب بيننا بصداقة تسمح لي أن أقول ما عندي وأن أقوله دون تردد، وأن أقوله بأدب بما يليق بي من أدب ولكنه كلام صريح لأنه أنا واحد من الناس اللي بيعتقدوا من قراءة التاريخ حتى يعني، من قراءة التاريخ بقدر ما هو ممكن على اتساعه يعني، أن هناك مسؤولية واحدة لكل من تضعه المصادفات أو الظروف بقرب رئيس الدولة وهذه المهمة هي أن يتحدث معه بصراحة إذا وجدت قاعدة ثقة فليس هناك مبرر إطلاقا لأي صداقة مع رئيس الدولة إلا أن صديقه يصارحه برأيه سواء صح أو خطأ ولكن يعتبر أن واجبه الرئيسي أن يفتح له قلبه وأن.. لأن رئاسة الدولة عادة لا تسمح للجالس فيها أن يرى ويطل على كل شيء، يستطيع أن يستشعر بحواسه إذا كانت روابطه مع الجماهير ومع الشارع قوية لكنه حتى في هذه الحالة يحتاج باستمرار إلى حد إلى صديق يثق فيه أولا ثم يستمع إليه ويستمع إليه بجد يعني، لأن عزلة المناصب -خصوصا عندنا في الشرق- مطرح ما.. يعني أنا لما أشوف وعلى سبيل المثال أنا شفت كيندي وكل معاونيه بيندهوا له باسمه الأول ما فيش في.. وشفت مارغريت تاتشر وحتى أكبر أعوانها ووزراءها بيقولوا لها مارغريت، لكن أنا عارف عندنا في الشرق الانحناءات ولف اليدين والجري والهرولة أنا عارف بتعمل إيه وممكن قوي تعزل وتقيم ستار عازل بين أي حاكم وبين الناس. لكن أنا أعرف أيضا أن هذه العلاقة اللي بيني وبين جمال عبد الناصر كانت دائما بتضايق ناس كثير لأنه يكاد يكون أنا كنت المدني الوحيد تقريبا اللي يستطيع في أي وقت أن يكلمه، أنا عارف أنه كان بيسمع لمدنيين كثير غيري خصوصا مثلا حد زي فوزي، زي الدكتور محمود فوزي، بيستمع كثير قوي وكان يستمع كثير قوي لعلي غريتلي وكان يحب يقعد معه، كان يستمع لـ.. محمود رياض ما هواش مدني لكن نصف مدني، هو كان عسكريا آه لكن ابتعد عن العسكرية فترة طويلة، لكن أنا بأعتقد أنه أنا كنت المدني -وبمحض مصادفات- المدني الوحيد اللي قادر أن يصل وأن يقول رأيه وده كان بيضايق ناس كثير قوي وأظن عمل لي مشاكل لأنه، عمل لي مشاكل مرات لأنه هو كان دائما يحرص على أنه كل شهر لا بد أن نجلس جلسة مناقشات حرة ومفتوحة وأن لا يقيدها قيد وأنه مرات حتى طلب مني أن أكتب الورقة اللي حأقوله، حأقول إيه، اكتب له على ورق وأنا كان رأيي أنه أنا إذا جلست وكتبت له ورقة على شكل تقرير فقد تحولت من صديق إلى موظف وأنا لا أستطيع أن أعمل ده أو على الأقل في ذلك الوقت كنت بأقول ولا أزال على أي حال يعني، أنا ما عنديش صلة برؤساء ولا حاجة أبدا وعلى أي حال بحقيقي يعني مكتفي لكن أنا عمري ما كتبت ورق له أبدا لكن كل موضوع كنت عاوز أتكلم فيه كنت بأخليه، الموضوعات الكبيرة يعني، بأخليها لجلسات المناقشة الحرة والمفتوحة لما يجي وقتها وكنا بنعملها مرة تقريبا كل شهر. وبأقول عملت لي مشاكل لأنه مرة من المرات هو في هذه الفترة بعد 67 كان تعبانا جدا وقال لي إحنا عاوزين نقعد نتكلم وفي قضايا كثير قوي عاوزين نتكلم فيها ما تكتب لي اللي أنت حتقوله أقرأه على مهلي كده وأنا قلت له أنا ما بأعملش ده، فهو عمل فيّ يومها حاجة غريبة قوي، أنا رحت في ميعادي، كان عندنا ميعاد، رحت في الميعاد وقعدنا وأنا بدأت أتكلم وأتكلم بصراحة على أحوال الدولة بادئا من أول هو ومكتبه إلى من نشاء في شرح كل الأوضاع وبعدين أنا لاحظت أنه وأنا بأتكلم معه أنه في حاجة شرد مني لبعض الوقت كده، تكلمت حوالي ثلاثة أرباع الساعة دون توقف إلا أسئلة من جانبه وأنا بأتكلم وبعدين خلصنا الكلام فهو قال لي طيب تعال اطلع بره في الجنينة فطلعنا بره البيت، أنا يعني all right عاوز يطلع بره نتمشى، لكن أول ما طلعنا بره قال لي إيه؟ قال لي عايز أقول لك حاجة بوضوح، قلت له إيه؟ قال لي أنا عملت فيك النهارده أظن مقلبا فظيعا جدا بس أنا والله ما كنت قاصده، قال لي لأني عارف أنه أنا تعبان قوي وقد.. وأنت بتتكلم مرات تتكلم بسرعة وبتطلع من موضوع لموضوع وحاجات كده، فأنا طلبت من مكتبي يسجلوا هذه الجلسة فهم في المكتب بره بالتأكيد سمعوا كل اللي أنت قلته وقلته في نقد مكتبي وفي نقد تعطل حاجات وفي نقد كذا، حاجات كثيرة أنا قلتها وقتها، فهم عرفوا، فأنا حبيت أقول لك وأقول لك أنه أنا آسف لده. والحقيقة كانت كبيرة منه، أنا الحقيقة تضايقت قوي يومها فقلت يعني ده unfair قلت له إن هذا غير عادل لأنه أنا لما بأتكلم أتكلم.. قال لي معلش هذا هو الوضع أنا حبيت أقول لك، لكن المهم يعني، فهو.. هذه الجلسات أنا كنت بأخليها باستمرار جلسات مفتوحة وجلسات حرة لكن يومها يوم 10 يونيو أنا لم أكن أتوقع أنه إحنا جلسة من هذا النوع، لكن لما كلمني محمد أحمد ثاني قال لي سيادة الرئيس بيقول لك الميعاد زي ما هو 7,30 وتعال وأنت مستعد لجلسة مناقشة مفتوحة، أنا مش ده وقت مناقشات مفتوحة بيتهيأ لي لكن بدا لي لما دخلت عنده، لما رحت عند جمال عبد الناصر الساعة 7,30 لما دخلت مكتبه في بيته بدا لي أنه فعلا رجل يحتاج إلى مش بس يسمع يحتاج إلى أن يطرح خواطر في رأسه على صديق يثق به، ويحتاج إلى أنه.. هو قدامي واضح أن الرجل اللي قدامي واضح أنه مرهق جدا لكن حواسه وعقله وعينيه حتى بتلمع، حواسه متيقظة لأن الموقف يدعوه إلى كثير قوي من التفكير والتأمل وعاوز يناقش مع حد بشكل ما، الرجل واحد مفاجأ بموقف هو لم يكن يتوقعه، اثنين مفاجأ بتطورات مشت على عكس ما كان يتصور، مفاجأ بأنه موجود وأنه مسؤول وأنه بيواجه لحظة.. وهو شاف الناس شاف العالم العربي شاف فيه إيه وشاف العالم الخارجي فيه إيه وكان حاسس أنه بشكل ما أنه في.. يعني عاوز يعبر عن موقفه حتى لدرجة أنه أنا لما دخلت فهو بيقول لي إيه؟ من يصدق بعد.. إحنا امبارح ودعنا بعض، وفعلا إحنا كان امبارح بعدما خلصنا مشروع خطاب التنحي وهو رايح يلقيه في قصر القبة على الشعب فهو سلم عليّ لآخر مرة وقال لي أنا مش عارف إحنا حنتقابل إمتى ولا في أي الظروف لكن أنا بأترجاك، والحقيقة كان عاطفيا جدا وأنا وقفت الكلام لأنه بيقول لي أنه عاوزك تعرف في كل الظروف أنه كان عندك أخ وقال.. قلت له يا افندم بلاش الكلام ده لأن الكلام ده حيخليني أضعف في هذه اللحظة وعلى أي حال سلمت عليه، سلمنا على بعض وهي أنا كنت معتقد أنها قد تكون آخر مرة آراه فيها وأظن أنه كان بيبادلني نفس الشعور، يعني أظن أنه كان بنفس الموقف لكن لأنه ما كانش حد كان قادرا يتصور ما سوف يحدث في الغد لأنه في هذه اللحظة الساعات والدقائق والثواني كانت مشحونة بعواطف ومشاكل وقضايا وفي زحمة أشياء ما حدش يقدر فيها يقدر أين يكون غدا في مثل هذا الوقت يعني في مثل هذه الظروف.
مراجعة المواقف والأحداث وطرح الأسئلةمحمد حسنين هيكل: وبعدين فهو بيقول لي أنا ما كنتش أتصور أنه إحنا نتقابل مرة ثانية بعد 24 ساعة مما كنا فيه، وهنا طرح سؤاله ليه؟ أنا عايز أقول إنه أنا عادة كالعادة كل لقاء كل حاجة عندي بأطلع بعدها بفترة، المقابلة دي أنا كتبتها كتبت النقاط الأساسية اللي فيها ما قدرتش أكتبها في نفس اليوم يوم 10 بالليل لكن كتبتها يوم 11 وهي في ذهني واضحة وحاضرة، لكن هو بيقول لي ليه؟ فأنا قلت له أنا تفسيري.. لأنه فعلا هو كان مستغربا ليه الناس عملت كده وليه العالم الخارجي عمل كده، قلت له أنا عايز أقول لك أنا فكرت في هذا كله وأنا أستطيع أقول كله كده off-the-cuff يعني على طول بالبديهة كده أنه ببساطة كده أول حاجة الناس لم تكن تعرف أحدا غيرك وأنا بأتصور أنهم كانوا معذورين لما تمسكوا بك لأنه بصرف النظر عن أي حاجة ثانية هم ما بيعرفوش حد ثاني وهم في موقف معين وهم على أي الأحوال -موقف معين صعب جدا- وهم في كل الأحوال يتصورون أنك أنت الذي تعرف دخائل هذا الموقف وأنت الذي تستطيع أن تواجه مشاكله ومصاعبه، فأنا بأعتبر أن هذا ما هواش بس مجرد مشاعر لكن أنا بأعتقد أنه إحنا في هذه اللحظة رأينا أو لمسنا الحكمة الجماعية لشعب لأنه لما في شعب بيطلع spontaneously بمشاعره، بيطلع بإرادته الحرة، هذا أصدق شعور أو أصدق تعبير لإرادة جماعية لشعب ما بيقعدش يناقش لكنه بيعبر وبيبقى صادقا في هذه الأحوال لما بيبقى بإرادته الحرة الطبيعية وبتلقائيته الحية فيه، فقلت له أنا بأتصور أن أهم حاجة فيها أن ما رأيناه بالأمس وهذا اليوم هو تعبير طبيعي عن شعب يراك موجودا قدامه وما يعرفش حد غيرك في هذه اللحظة ولا يتصور وأنت وصلت معه إلى هذه الدرجة أن يتصور حد ثاني يستطيع أن يمسك بزمام الموقف وأن يحاول تصحيح ما جرى.
[فاصل إعلاني]
محمد حسنين هيكل: والحاجة الثانية فيما أتصور أن الشعب فيما أحسست أن الشعب وهو بيقول لك أكمل وأتصور أنه بيقول لك هذا استنادا إلى تجارب سابقة ما فيش شعب في الدنيا يجي يحكم عليك من تصرف واحد ومن عمل واحد ومن خطأ واحد ولو أنه خطأ فادح ما حدش حيحكم به ولكن الناس كلها حتحط رصيد تجربتها معك رصيد معرفتها معك وأنها في هذه اللحظة بتعمل حسابات دون أن تجلس وتمسك ورقة وقلم وتعمل زائد وناقص وناقص وزائد ولصالحك وضدك ولكن أظن الناس حكموا عليك في هذه اللحظة وبتلقائية بمجمل أفعالك وهم مستعدون أن يعطوا فرصة أخرى، ولكن أنا أتصور أن هذا أيضا بيرتب أشياء. هو بدأ بعد ما قال بعد ما سأل ليه؟ أظن هو ما ردش علي في هذا الموضوع ولكن بدأ أنا أظن أن هو بدأ يقلق ولكنه بدأ بعد كده يستطرد كأنه بيكلم نفسه لكنه أظن أن إحنا طال بنا الوقت وإحنا قاعدين وأظن أنه لمدة تقريبا يمكن لمدة ساعة أنا لم أقاطعه إلا باستفهامات أو باستفسارات وهو كان بيتكلم كما لو أنه رجل يريد أن يثبت أفكاره وأن يختبر ما يقوله وأن يسمعه بنفسه بصوته لأن هو في لحظة عادة في لحظات الشك وفي لحظات القلق وفي لحظات مواجهة مصائر كبرى الناس مرات تقعد مع نفسها وتقعد تتكلم وتتمنى لو كانت تسمع صوتها وهي تتكلم لكي يترسخ في سمعها وفي ذهنها وفي وعيها ما يدور في عقلها يبقى مش بس بيفكر فيه، لا، بيفكر فيه ويعبر عنه بالصوت وباللفظ وبالإيحاء وبالإحساس إلى آخره. أتصور أنه في هذه اللحظة أن جمال عبد الناصر كان بيتكلم بهذا المنطق أو بهذا الأسلوب وأعتقد أنه أنا حاولت.. أنا قلت قبل كده عن هذه الورقات اللي كتبتها أنا كتبت في ذلك الوقت كتبت حوالي 17، 18 ورقة بعد هذا اللقاء وأظن أني حأضطر أرجع لبعضها لأن هذا لقاء أنا بأعتقد أنه كاشف ولا يزال حتى هذه اللحظة هو بيقول لي.. أنا حتى كاتب أنه بدأ يتكلم وكأنه يتحدث إلى نفسه وبعدين بيقول إيه بيقول إن الموقف العسكري سيء جدا لكن أنا بأعتقد أنه مما يستطيع الجيش ممكن يتلم -تعبيره- الجيش ممكن يتلم هذا الجيش هذه القوات أنا بأعتقد أنها عانت وواجهت موقفا صعبا جدا وأنا بأعرف إيه يعني أقدر أتصور وأعرف إيه اللي جرى لكن أنا أتصور أنه لن يكون صعبا أن إحنا نلم الجيش بعدها وأنه أنا شايف أنه إحنا في موقف بيقول إيه إحنا السؤال الأولاني كان إيه ليه إيه اللي حصل؟ السؤال الثاني إيه اللي جرى؟ وبعدين بيقول إيه اللي جرى لأنه كان يريد أن يتثبت مما جرى في الجبهة وهنا جاء كلامه عن القوات المسلحة وهنا جاء كلامه على أنه يستطيع أن يلم الجيش وفي ذهنه كان في ذلك الوقت الفريق فوزي قال لي إن الفريق فوزي هو متجه إلى أن الفريق فوزي يبقى قائدا عاما في القوات المسلحة ومتجه إلى عبد المنعم رياض يبقى رئيس أركان حرب وبيتصور أنه في ذهنه أن فوزي يستطيع أن يفرض أو يستطيع أن يحقق نوعا من الـ Discipline من النظام في الجيش بعد كل هذا الذي حدث وأن الإعداد فوزي مهمته هي جمع الجيش وعبد المنعم رياض مهمته كرئيس أركان حرب هي التحضير لمعركة قادمة، وهو كان بيقول إنه ليس هناك في رأيه كل الخيارات مقفولة أمامنا إلا أن نعود مرة أخرى إلى ميدان القتال ولكن هذه قضية تبدو في تلك اللحظة تبدو في مصاف الأحلام البعيدة يعني كلام يعني لسه بدري قوي حد يتكلم فيه ولكن هو كان بيقول إن فوزي للـ Discipline عبد المنعم رياض للتخطيط وأن هذه مهمة قد تكون صعبة ولكنها ممكنة وممكن قوي لم الجيش. لكن إيه اللي جرى؟ هو في ذلك الوقت كان بيتصور -وأنا أظن أن تصوره كان صحيحا- أنه إحنا كان في مقدورنا جدا أن نعمل معركة دفاعية معقولة وحتى في غيبة طيران ضربة الطيران كانت أكثر مما أي أحد متوقع والظروف أنا شرحتها كلها الظروف كلها وما أعطاه الأميركان وما أعطاه كل الناس للإسرائيليين واستعدادهم هم لازم أقول إنه ما كانوش مجرد أداة أنهم ناس استعدوا لكن هو كان يرى هذا كله ويرى أن الطيران ضربة الطيران كانت مفاجئة ولكنه برغم ضربة الطيران كان في استطاعتنا أن نصمد وهو كان قلقا جدا الحقيقة من شكل ما جرى لأنه اعتبر أن ما جرى ليس فقط ضربة قاسية ولكنه أيضا انطوى على إهانة لأن قرار الانسحاب الذي صدر مفاجأة بهذه الطريقة من سيناء سحب القوات بهذه الطريقة مهما كان القياس على 1956 أو أي غيره ثاني عرض الجيش لعملية هو كان دائما بيسميها أن أصعب حاجة هي الحركة أن يصطاد جيش أو أن يمسك بجيش وهو على الحركة دون دفاعات كافية والجيش إذا كان في جيش متحصن في مواقعه فهو آمن إلى حد ما لأنه متحصن في مواقعه وهو قادر على أن يصد ولكن إذا هذا الجيش خرج من مواقعه وبدأ ينسحب وانسحاب كامل من سيناء في ليلة واحدة فهذا هو كان غير قادر على فهمه رغم أن اعترافه بأن ضربة الطيران كانت عملية أكبر جدا مما كان يتوقع أي أحد فهو كان هنا بيتكلم على المعركة وبعدين بيقول بدأ هو ينتقل للخيارات السياسية، وأنا هنا ده اللي بيهمني في الخيارات السياسية بيقول إيه وأنا الغريبة جدا أني أنا أحسيت في هذه اللحظة أن هو لم يستبعد شيئا ولم يؤكد شيئا ولكنه كان رجلا بيحاول بيتكلم مع نفسه فهو بيقول نصطلح مع إسرائيل يعني هل نقبل أنهم حيفرضوا علينا شروطهم؟ وهو خارج من هذا بأن هذا مستحيل ليس هذا ما يريده الناس ولا ما يحقق مصلحة مصر ولا ما يحقق مصلحة الأمة لأن هو كان بيتكلم باستمرار بيتكلم وهو في ذهنه حقائق إستراتيجية حتى بعيدة عن العواطف وبعيدة عن المصالح ولكن كان باستمرار في ذهنه فكرة الدفاع عن مصر وهو كان دارس اللمبي لأن هو رسالته في كلية أركان حرب كانت على نظرية اللمبي في الدفاع عن مصر، الفيلدمارشال اللمبي يعني اللي هو كان قائد القوات البريطانية في الشرق الأوسط في الحرب العالمية الأولى وله نظرية في الدفاع عن مصر -وأنا تكلمت عنها- وأن رأيه أن خط الدفاع الأخير عن مصر هو خط غزة بير سبع لكن خطوطه الأولى متقدمة زيه زي تحتمس زي إبراهيم باشا زي نابليون أنه في الشام في شمال الشام لكن خط الدفاع الأخير الممكن هو غزة بير سبع. فهو وهو بيتكلم بيقول إنه أنا يعني استسلام لإسرائيل أنا لا حأعملها ولا الناس عايزاها فهو خارج غير مطروح وأنا عندي هو بيقول عندي مشكلة لم تحدث لا تحدث وليست موجودة في أي بلد، هو بيقول إيه؟ بيقول إحنا في وضع غريب قوي إحنا عاوزين نبقى مستقلين وعاوزين نبقى غير منحازين والعالم موجود في كتلتين والناس أسهل تنضم إلى الكتلة دي أو تنضم إلى الكتلة دي لكن نحن أخذنا موقفا صعبا ولم نكن نستطيع بالنظر إلى دواعي الأمة أن إحنا نأخذ غيره بمعنى أن إحنا ما كناش نقدر ننحاز للأميركان لأن الأميركان لهم مطالب والانحياز الأميركاني يؤدي بنا في النهاية إلى إسرائيل والأميركان لهم مصالح كبيرة جدا ولكن في فرق بين ناس لهم مصالح وقد نعترف ولازم نعترف بأن هذه المصالح ولكن هذه المصالح على قدر من المساواة ومن موقع الاستقلال وليس من موقع غيره يعني فإحنا رفضنا نروح مع الأميركان ونمشي معهم، عاوزين صداقة معهم لكنهم لا يقبلون بصداقة لا يقبلون إلا بتبعية وإحنا بنشوفها النهارده النهارده الأميركان لا يقبلون من أي أحد حتى في وقت أوباما لا يقبلون من أي أحد إلا أن ينفذ وأن يطيع يعني، طيب بعدين بيقول طيب والسوفيات؟ بعدين هو بيقول لي السوفيات أنا لا أستطيع أن أنحاز أنا السوفيات أصدقائي والسوفيات إدونا سلاحا في وقت ما كانش عندنا سلاح وأنا عارف أن عندهم مصالح وليس هناك ضرر لأنه طبيعي أن أي أحد بيديني بيساعدني بحاجة يأمل أنه من وراء ذلك يحصل على نفوذ ويحصل على صداقة ويحصل على مكاسب اقتصادية ولكن في فرق بين لا يعتدي على السيادة، ده موضوع ثاني. وبعدين هو بيقول لي في تلك اللحظة بيقول لي أنا مع الروس أنا عملت السنة اللي فاتت إحنا عملنا معهم حاجات غريبة قوي وإحنا في شدة الاحتياج لهم لكن هم جاؤوا طلبوا -بيقول لي- طلبوا برنامج زيارات الأسطول برنامج زيارات متفق عليه مبكر طويل برنامج طويل لزيارات الأسطول السوفياتي إلى الموانئ المصرية سواء الإسكندرية وبور سعيد ونحن رفضنا وقلنا لهم إنه والله بور سعيد والإسكندرية جاهزين في أي وقت عاوزين تعالوا بإخطار لكن أنا ما بأحطش برامج طويلة، طلبوا إنشاء مستودعات تخزين بترول في الإسكندرية وأنا قلت لهم إطلاقا ما نقدرش أنا مش عايز حاجة لها وجود مستقر على أرض ولكن قلت لهم الإسكندرية مليانة بترول في أي وقت أنتم عايزين تيجوا البترول تعالوا في الميناء في زيارة وخذوا البترول اللي أنتم محتاجينه زيكم زي أسطول ثاني لكن أنا لا أستطيع أن أعطي للسوفيات مواقع لتخزين بترول يحتاجونه في أسطولهم وتبقى ثابتة وتبقى مبررا لزيارات باستمرار طول الوقت وهذا أنا أتصور أنه ينتقص من تصوري لموقفنا المستقل بيقول لي إنهم جاؤوا طلبوا مننا أن إحنا نعمل مناورات مشتركة في البحر الأبيض من أسطولين أسطول مصر والأسطول السوفياتي وقال أنا رفضت لأنه اعتبرت في ذلك الوقت أن إحنا نعمل مناورات مشتركة معهم -النهارده المناورات المشتركة كثير قوي يعني بس مش مع السوفيات يعني وما بقوش السوفيات موجودين ولكن في مناورات مشتركة كثير قوي- ولكن هو في ذلك الوقت قال أنا رفضت فكرة مناورات مشتركة لأن المناورات المشتركة تعني عدوا واحدا تعني تهديدا واحدا تعني Strategy واحدة وتعني كفاءة مطلوبة لعمل محدد في اتجاه معين ولا تكون مناورات مشتركة إلا بين حلفاء وأنا صديق لهم جدا لكني ببساطة لست حليفا، إحنا قعدنا -هو بيقول بقى بيكمل كلامه- بيقول إحنا قعدنا بنتمسك بالاستقلال النهارده بيقول لي أنا ساعات أفكر هل كان ده صحيحا هل كان ده لازما؟ هل كان لازم نعمل ألم يكن أسهل بالنسبة لنا أن ننحاز لطرف من الأطراف؟ بيقول إحنا موجودون في وضع غريب قوي بنتأبى على العالم كله وبنحاول نفرض نقول إن إحنا مستقلون وبنحاول نؤكد هذا الاستقلال بكل وسيلة ولكن العالم منقسم لكتلتين ولا مجال بينهم إلا بصعوبة، قال لي الملك فيصل قال له مرة قال له أنا سيادة الرئيس طال عمرك لكن أنا عدم انحياز إحنا بنقول كلنا عدم انحياز ولكن في النهاية لازم نقرر إحنا فين. فكرة عدم الانحياز كانت فكرة غير واضحة وغير مفهومة في أذهان ناس كثير قوي لكن هو بحقيقي كان مقتنعا بها بعدين بيقول طيب أنا بأقول أنا غير منحاز قدام أميركا وأنا بأناصر حركة تحرر وطني في كل مكان وأنا بأقف مع حركة تحرر وطني حيث تكون وبأدي سلاح وبأدي معونات لأنه لنا مصلحة هنا في مصر ولنا مصلحة في العالم العربي كله في أن حركات التحرير تنتشر وأنها تزيد خصوصا في أفريقيا لأن وهو كان رأيه أن إسرائيل تريد أن ترث الدور المصري تريد أن -وفعلا أنا شايف النهارده حتى في إسرائيل إزاي بتحاول ترث الدور المصري والتواجد المصري في المنطقة- ولكن على أي حال هو بيقول أنا واقف قدام أميركا وبأساعد حركات التحرر الوطني ولكن عندي حاجة ما هياش موجودة في أي مكان في العالم بالنسبة للأميركان عندي قاعدة على حدودي مباشرة يستطيع الأميركان تستطيع الإمبراطورية الأميركية منها أن تضربني في أي وقت، ما فيش بلد في العالم -هو بيقول- الصين ما كانش جنبها قاعدة من هذا النوع حتى لما الصين لما طلعت انتهت الحرب الأهلية وراح جنرال تشان كاينتشك إلى فورموزا في بينه وبين الصين شاطئ الصين أكثر من ثلاثمائة كيلو ولكن هو في رأيه أنه لم يحدث أن أي إمبراطورية كان عندها قاعدة قريبة وجاهزة للضرب كما هو الوضع في حالة إسرائيل بين وسط الدول العربية قادرة في كل وقت على أن تطالها الإمبراطورية الأميركية يعني تطالها وأن تخضعها بشكل ما -أو تطوعها بلاش تخضعها- أن تطوعها بشكل.. وهذا صحيح يعني أنا كيسنجر قال لي مرة وإحنا بنتناقش بعد فك الارتباط بيقول لي هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي بيقول لي أنا عايز أقول لك حاجة، إسرائيل هي اللي أرغمت الزعماء العرب كلهم يجوا لنا سنة 1973- 1974 إلى أبواب البيت الأبيض فما تنسوش ده، ولكن في هذا الوقت يوم 10 يونيو سنة 1967 جمال عبد الناصر بيقول لي إنه أنا جنبي إحنا جنبنا وضع ليس موجودا في أي مكان في العالم الإمبراطورية الأميركية الراغبة في الحفاظ على مصالحها الراغبة في بسط نفوذها في هذه المنطقة لديها ميزة ليست موجودة لأي إمبراطورية فيما يتعلق بنا لأن عندها قاعدة جاهزة ومجهزة تطول منها أي أحد فينا في أي لحظة في أي وقت.
[فاصل إعلاني]
تحديد الأخطاء والبحث عن الإجاباتمحمد حسنين هيكل: وكل ده أنا سايبه.. الحقيقة يعني أنت كنت حاسس أن هذا رجل يريد أن يتحدث بالدرجة الأولى مع نفسه وإذا كان عايز أحدا قدامه فهو عاوز أحدا يختبر أمامه أو يختبر معه آراءه وتصوراته فهو واحد في هذه اللحظة متمثل أنه لا حل إلا بمعركة، نمرة اثنين متمثل أن إسرائيل لا يمكن إطلاقا أن نبحث معها موضوع صلح إلا في ظروف مختلفة تماما ليست متوفرة لا حاليا ولا في أي وقت ولا يمكن أن تقبلها إسرائيل لأن هو من وجهة نظره ليس ممكنا إلا بالكثير قوي تقسيم قرار التقسيم ولكن فوق هذا لم يكن ممكنا على وجه الإطلاق حتى كان دائما يلفت نظره موضوع أن إسرائيل تسعى إلى نوع من قناة سويس أخرى ما بين خليج العقبة إلى إسدود إلى منطقة إسدود وكان دائما يقول إن بن غوريون عاوزها كرديف لقناة السويس أو كبديل لقناة السويس وكان دائما يقرأ بن غوريون لما بن غوريون بيكتب في مذكراته أن إحنا بالضبط إسرائيل لا بد أن تكون لها نفس المزايا الموجودة لدى مصر من ناحية الموقع البحر الأحمر البحر الأبيض وهذا التواجد في قلب منطقة الشرق الأوسط ولكن مصر لما بتعمله كانت بتعمله وهي منتمية، إسرائيل بتعمله وهي جسم غريب أو عاوزة تعمله وهي جسم غريب وهو كان يتصور أن إسرائيل باستمرار عايزة مصر تبعد عن مشرق العالم العربي وعايزة مصر تبعد عن أفريقيا وفي الآخر تستنى -زي ما بعض أصحابنا دلوقت طالبينPoor little Egypt مصر الطيبة الغلبانة الفقيرة اللي هي كده، الناس تتعامل معها كده مكسورة الجناح يعني كده زي ما هي كده- في ذلك الوقت حتى ونحن في ظل هزيمة لم نخرج منها أنا كنت بأتصور أن وأنا قاعد أسمعه وأسمعه بيتكلم بهذا الشكل أن الصور قدامه واضحة وبيتكلم على خيارات الموقف معتقدا أن من ضربنا ليس إسرائيل معتقدا أن إسرائيل كانت أداة الضرب ولكن هو حتى في هذه اللحظة بيقول لي أنا حتى ده عندنا كفاية قوي يدلنا على CIA عملت كده لكن لازم أعرف إن إحنا أخطأنا لأن إحنا عرضنا أنفسنا على أي الأحوال لكن هذا جهد أنا لم أكن أتصور أن الـCIA تبقى قادرة عليه وأن يبقى في محاولات للإخفاء بهذا الشكل لكن إحنا النهارده بنعرف إلى أي مدى وصلت قدرة المخابرات الأميركية أو.. خصوصا في عصر بوش وفي عصر نيكسون قبله أن المخابرات الأميركية خاضت حروبا وألفت جيوشا وعملت سلاحا وقلبت أنظمة وعملت ما لا يعمل لأن هذه كانت فترة الحرب الباردة كانت فترة الانقلاب من الداخل والـCIA أخذت فيها كمية من السلطات بلا حدود. على أي حال في هذه اللحظة إحنا قاعدين بنتكلم وهو بيتكلم وأنا قاعد أسمعه حقيقة وأسمعه باهتمام وبعدين أنا جاء علي الدور أتكلم هو كان أول سؤال بيطرحه هو ليه؟ وبعدين وهو وأنا قلت له أجبت على هذا السؤال بقدر ما رأيت في ذلك الوقت، السؤال الثاني اللي كان بيطرحه طيب إيه اللي جرى؟ وهو تكلم على قرار الانسحاب ضربة الطيران وهي كانت أوسع كثيرا جدا مما كان التقدير جنب أخطاء من جانبنا بلا حدود وبعدين ما أضاف عنصرا هو كان جارحه جدا هو عنصر تعريض الجيش لانسحاب على الحركة في ليلة واحدة من سيناء بهذا الشكل وهذه نقطة أنا أخذتها بعدين تكلمت فيها، السؤال الثالث هو موقفنا في هذا العالم ودور إسرائيل في هذا الصراع الموجود بين كتلتين وأنها موظفة لخدمة إحدى الكتلتين وهو يرى أن هذا موقف غريب جدا موقف صعب جدا لكنه هو رؤيته لها واضحة باعتبار أنه إذا كان بيتكلم على مصر وحدها فهو ميؤوس من هذا الموضوع ميؤوس منه يعني لكن في ذلك الوقت بدأ يتكلم على الأمة وكيف يمكن أن مرة ثانية أن إحنا كيف يمكن جمع شمل الأمة، وأظنه في هذه اللحظة هو كان شايف أخطاء في أن هو بشكل أو بآخر في فترة الستينات وبعد الوحدة وظروف الوحدة واليمن وما بعد اليمن أن الأوضاع في العالم العربي سمح لها -هو بيقول- وأنا مسؤول عن ده بجزء منه أنها تتفاقم إلى هذه الدرجة وأن العالم العربي تنفك وحدته أو تنفك روابطه بقدر ما هو ممكن يعني بحيث لا يستطيع أي عمل مشترك وبحيث أن كل واحد بيبقى بيدور على حاجة ثانية ويجد سبيلا آخر إلى ما يريد وما فيش حاجة اسمها صف عربي بنتكلم على حاجة ثانية فهو كان يرى أيضا في هذه اللحظة أنه كيف يمكن لم المسائل. أنا بعد كده جاء دوري أن أقول له قلت له أنا كل اللي أنت قلته ده أنا بأعتقد أنه مظبوط وبأعتقد أنه أنا أقدر أفهمه جدا لكن أنا عايز أضيف إليه حاجة واحدة وأنا عارف أن مش وقتها أنا قلتها بأمانة وكتبتها فيما بعد يعني كتبتها أقصد بعد أسابيع يعني ما كتبتهاش على طول، لما كتبت وقلت إن أي نظام بيعجز عن حماية حدوده بيفقد شرعيته ولكن ما هو أهم من ذلك أن الشرعية ما هياش مجرد تواجد أن الشرعية هذه اللحظة، قلت له أنا بأتصور إحنا بنتكلم.. أيضا في حاجة ثانية مهمة جدا بنتكلم فيها قلت له وأنت بتتكلم على قرار الإنسحاب بتاع عبد الحكيم عامر أن عبد الحكيم عامر طلع قرار انسحاب في لحظة معينة قاس فيها على 1956 وقاس فيها على تصوره، أنا هنا بأعتقد أن هذا موقف لا بد من الوقوف عنده لأنه يستحق الاهتمام يستحق أن نقف عنده لأن هو ده معناه له معنى مهم جدا وقلت له أنا بأتصور أن إحنا الحقيقة يعني قلت له فكرة الدولة، قلت له أنا بأتصور إن المهمة الرئيسية اللي كانت موجودة في مسائل كثير أخذت الأوضاع إلى بعيد وفي حاجات هائلة تحققت وفي أشياء كثيرة قوي اتعملت ولكن أنا بأتصور قلت له أنا بقى لي كثير قوي وباستمرار كانت في ذهني واردة وأنا تكلمنا فيها قبل كده ولكن أنا بأتصور أن أنا جنب إعادة بناء الجيش جنب إعادة بناء العمل العربي المشترك على أساس معقول جنب إعادة ترميم علاقاتنا مع القوى الكبرى خصوصا الاتحاد السوفياتي وخصوصا الولايات المتحدة الأميركية جنب ده كله أنا بأعتقد أنه لا بد من التفكير جديا في إعادة بناء الدولة لأنه لا يمكن إطلاقا أن أحدا يقول لي إنه لو كان في دولة ما كانش ممكن عبد الحكيم عامر يطلع قرارا من نوع أن انسحاب قوات، أنا شفت -قلت له في ذلك الوقت- أنا شفت قرارات فردية كثير قوي في تاريخ مصر قلت له شفت الملك فاروق لما دخل حرب فلسطين على عكس رأي وزارته القرار صحيح قد يكون صحيح نصرة فلسطين في ذلك الوقت صحيحة ولكن هو مسألة كيف صدور قرار أن يصدر قرار عن الملك فاروق والوزارة تعارض وبعدين الوزارة تطيع، أنا شايف أن ده كلام صعب جدا قلت له أنا شايف وقت الثورة في قرارات كثيرة جدا أخذت قد تكون كلها لها حق كلها قد تكون لها فيها حق، قناة السويس كان فيها حق، التأميم كان له حق لكن كل في قضايا لا بد وهي تنفذ أن يكون في نظام دولة وراءها وأنا بأتصور أن صحيح الوقت ما جاش نتكلم في ده كله لكن قلت له أنا بأترجى أن ده يوضع في اعتبارك. في ذلك الوقت كانت عمالة تيجي تقارير عن أسباب ما جرى لأن هو كان موضوع لماذا جرى ما جرى هو ده كان موضوع ملح عليه، أنا قدامي ثلاثة تقارير من التقارير اللي جاءت في هذه الفترة عما جرى وفي تحليل ما جرى قدامي ثلاثة تقارير في أسباب ما حدث، في تقرير الفريق مرتجي اللي أنا أشرت إليه عدة مرات بأتكلم على الفريق عبد المحسن مرتجي اللي كان قائد عام قوات الجبهة وهو في تقريره بيقول على أسباب حتى هو بيتكلم على أسباب النكسة في أسباب النكسة لكن بيتكلموا على حاجات بيتكلم على القيادات، كله ده كلام نافع ومهم جدا لكن أنا بأعتقد أنه مش هو الموضوع الأساسي، بيقول لي مثلا إن القادة لم يتحصلوا على العلم الحديث، البعض كانت تشوب تصرفاته الخارجية وسمعته بعض الشوائب من القادة، صحيح ده ممكن، القادة لم يشتركوا في مشروعات داخلية، القادة ما كانش عندهم وقت للعلم العسكري الكافي، وبعدين بيقول إن عقدة الأمن وقفت حائلا في انتخاب الصالح واعتمدنا على أفراد قلائل من مظهرهم الخارجي أنهم ذوو ولاء وضعت الثقة فيهم بينما أهملنا القاعدة العريضة والتي هي الكل، كل ده وارد أن.. بس عايز أقول إن مش هي دي القضية، الاتحاد السوفياتي الجيش السوفياتي كان كل وحدة من وحداته فيها قومنسير للأمن للحزب ولكن مع ذلك الجيش عمل حاجة وهزم القوات الألمانية انتصر على القوات الألمانية على قوات هتلر، لكن عايز أقول إن آه كل هذا كله وارد وصحيح وبعدين الدراية لم تكن متوفرة والأجهزة كانت كثير والتدريب ما كانش كافيا وحرب اليمن، أثرت كل ده مظبوط والفريق مرتجي ربما كان له حق فيه. التقرير الثاني اللي قدامي تقرير من المخابرات العسكرية تقرير كاتبه الفريق صادق محمد أحمد صادق وبيقول في تقريره بيقول دون الاستهانة بالقدرة العسكرية الإسرائيلية يمكن أن أقول يمكن القول إن جميع الظروف المختلفة وكذا والنصر ده كان أكثر قوي من قوة إسرائيل، مظبوط، ونحن كان عندنا إهمال وعد الأسباب أنه في شلل في الجيش، آه كان في شلل، وكان في شلة شمس بدران وكان في شلة مش عارف علي شفيق وكان شلة صدقي محمود وإسماعيل لبيب، وكان في أسباب على مستوى القيادة أنه عدم بناء الرئاسات، عدم التنظيم، عدم الاهتمام بالواجبات، مواجهة أي محاولة إصلاح بالتجاهل التام، مش عارف، القيادة العامة السابقة كانت ضعف أجهزتها بعدت عن التشكيلات العسكرية ما كانش في مناورات بالقدر الكافي، تضخم حجم القوات دون التناسب مع المهام المختلفة، سوء اختيار القادة، ضعف الضبط والربط. أسباب كثيرة قوي قالها صادق وتكلم عنها وباستفاضة وبعضها كلها كل ده ممكن سليم لكن أنا بأقف قدام تقرير واحد في التقارير اللي كتبت في هذه الفترة مش لأنه رأيه كان قريبا مني لكن ده تقرير عبد المنعم رياض، عبد المنعم رياض كان موجودا في جبهة الأردن وعبد المنعم رياض كان موجودا في الجبهة على الأردن وشاف اللي حصل وجرى اللي حصل ولكن هو ما كانش مدركا أو ما كانش شايف بالضبط إيه اللي كان بيجري في الجبهة الأردنية هو كان حاسس أنه في حاجة بتحصل وحاسس أنه في شيء مش طبيعي، أولا واحد بيروح يوم 31 مايو ولا أول يونيو وبعدين يبقى عليه أن يقود عمليات فعبد المنعم رياض راح لمدة ثلاثة أيام وشاف الجبهة الأردنية كلها وإيه اللي حصل عليها وإيه اللي وقع فيها ولم يكن بالطبع يدري لا إيه الموقف السياسي ولا الخلفيات السياسية ولا إيه الملك الحسين قاله له وهو في هذا أنا مستعد أفهم، أقصد مستعد أفهم الملك حسين في هذا الوقت كان قلقا على مملكته أن تنفجر وأنه رأى أن يساير ما هو واقع في مصر لكنه متخذ احتياطاته وإجراءاته وأنا في ده كله أنا زي ما كنت بأقول باستمرار لا أستطيع أن أحاسب طرفا خارج مرجعيته، مرجعيته هو كده وأنا عارفها من الأول ما أقدرش أدعي عليه بأكثر من هذا، فعبد المنعم رياض رجع المعركة خلصت في الأردن والأردن أوقف إطلاق النار من يوم 6 و 7 وعبد المنعم رياض رجع أظن رجع يوم الجمعة الصبحية وأنا ما عرفتش أنه رجع لكن عبد المنعم رياض كتب تقرير أول وحتى أظن كتبه وهو في الأردن أول ما رجع كتب تقرير مناقشة موضوعية لسير العمليات في الجبهة الأردنية والاستنتاجات والدروس المستفادة هو كتبه بوصفه أيضا من القيادة المشتركة مركز القيادة المتقدم في عمان، فبيقول إيه؟ بيقول القتال حصل كذا وكذا في القتال لكنه واصل لنقطة مهمة جدا وأظن هنا قريبة في اعتقادي مما كنت أتحدث فيه عن أن كل العيوب العسكرية اللي شفناها كلها صحيحة وصادقة وكل المفاجآت وكل وكله ولكن كانت في حاجة أساسية غائبة في 1967 وهي قيام الدولة، فكرة الدولة. عبد المنعم رياض بيقول إيه هنا؟ بيقول الدروس المستفادة واحد "أن خوض معركة مع العدو يلزمه التنسيق والتحضير المسبق والذي حدث هو أن القيادة العربية الموحدة التي كانت قائمة بهذا العمل قد شلت أيديها قبل المعركة بحوالي سنة وعليه لم يكن هناك تنسيق بالمعنى المفهوم ولم يكن هناك تجهيز لمسرح العمليات بشكل مقبول، والقيادة المتقدمة التي شكلت قبل المعركة بأيام لم يكن في وسعها أن تفعل أكثر مما فعلت وهذا خطأ بين للسياسة العربية التي جنت على الجندية العربية قبل أن تجني عليها إسرائيل". أنا أعتقد أن عبد المنعم رياض هنا لمس صميم المشكلة المشكلة أن إحنا جميعا العالم العربي كله لم يصل بعد إلى مرحلة دولة ودولة ومؤسسات الدولة، عبد المنعم رياض في ذلك الوقت كان متأزما جدا لدرجة لما طلع قرار بتعيينه رئيس أركان حرب مكلف بالتخطيط،أنا فاكر أني شفته في هذا الوقت وحتى حكيت للرئيس عبد الناصر عن المقابلة، أنه قال لي إنه طلع قرار بتعييني رئيس أركان حرب لكن أنا مش متأكد قوي أنه بعد اللي لحق بي في عمان ده، كان معتقدا قعد لفترة معتقدا أنه هو مسؤول عما جرى في عمان وهو مش قادر يتصور أن هو ما كانش مسؤولا عن حاجة في واقع الأمر لكن هو الرجل بضمير عسكري حي كان قلقا يعني فبيقول لي أنا مش عارف إزاي يعني كيف يمكن وقد حدث ما حدث في الأردن وأنا موجود هناك أن أجيء لتولي مسؤولية التخطيط للمعركة القادمة. لكن هنا أنا بأعتقد أن عبد المنعم رياض ما كانش مسؤولا يعني عبد المنعم رياض ما كانش موجودا لما طلع كتاب أفي شلايم اللي بيقول فيه بيحكي فيه تقريبا بيحكي كل حاجة على الملك حسين والملك حسين بيقول فيه لأفي شلايم أو على الأقل أفي شلايم بينقل ضمن محادثاته مع الملك حسين أن الملك حسين بيقول له لم يكن -بالحرف- "لم يكن في استطاعتي أن أسلم قيادة جيشي إلى جنرال مصري يتلقى أوامره من جنرال متخلف في القاهرة" هو قال Idiot معتوه في القاهرة، سواء كان ده صحيحا أو ده مش صحيح أنا بأعتقد أن الملك حسين كان أيضا هنا كان متجنيا على عبد الحكيم عامر وأيضا عبد المنعم رياض كان بيحمل نفسه مسؤولية هو مالوش دعوة بها. لكن أظن أن جمال عبد الناصر كان على حق في أنها معركة قادمة وأن عبد المنعم رياض.. فوزي يستطيع أن يحدث Discipline وأن عبد المنعم رياض يستطيع أن يخطط وأن يضع خطة ولكن لا بد أن يكون هذا في إطار تصورات أوسع من كده جدا تصورات دولية تصورات عالم مختلف تصورات لعالم عربي مفاجأ بصدمة كبيرة جدا، تصورات لشعب خرج بمشاعره لكنه بعد المشاعر يحتاج إلى أن يثق إلى أن يتأكد أن هناك إرادة حقيقية موجودة في موقع صنع القرار، تصبحوا على خير.المصدر:
الجزيرة
تعليقات القراء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الجزيرة وإنما تعبر عن رأي أصحابها
saleh
egypt
ان من العجب ان اري مهزوم يعترف كانت تلك سابقه في عصر تحوصل الناس حول هذا المهزوم لا لشيء وانما لصدقه وما يمثله من حلم وقيم وامل في نصر وعزه مفقوده لم اري اعلي قامه من عبد الناصر واعلم ان حجم كل الحكام العرب يحسدونه في قراره انفسهم لقدر حب الناس له علي مرور الزمن و رغم الاخطاء ولكنه حاول ولم يصل واصدق دليل علي صدقه هو موته من الهم والمسئوليه ولو كان مكانه احد العرب الحاليين لهرب الي اروبا و استمتع بما سرقه من دم الشعوب ولا حول ولا قوه الا بالله
محمود سعيد
مصر
الاستاذ هيكل قيمة عظيمة جدا ورجل قد لا يجود الزمان بمثله وكثيرا من العرب يحكمون علي الاشياء بالعاطفة حتي العلماء منهم والاكاديميين واما هيكل فهو حالة خاصة وفريدة. لكن السؤال هو ... من كان يشكل شخصية الاخر ويؤثر في قرينه اكثر ؟ جمال عبد الناصر ام هيكل ؟؟؟ وشكرا ...
وحيد احمد الخطيب
الأردن
كلام هيكل جميل جداً لكن عند سعادتك مشكله واحده وهي انك لا تقول إلا الحقيقه ولكن ليس كل الحقيقه
مصطفى احمد عبد العزيز
مصر
الاستاذ هيكل استاذ كبير وعبد الناصر مازال فى قلوبنا رغم ما يقال وحسبنا الله فى من كان يثق فيهم عبد الناصربانهم رجال ولكن طلعوا حاجه تانيه ربنا ينتقم منهم ورقاب شهدائنا فى رقابهم الى يوم القيامه
امجد
الامارات
لماذا رجل كبير مثل هيكل يتحرى الصدق عادة يناور و يغالط الحقائق و يقلب الصور لماذا لا يعترف ان حرب 67 وصمة عار للنظام الناصري و دليل على ان رجالاته كانوا اصغر من المهام الملقاه عليهم و ان خلافاتهم و مصالحهم كانت اكبر من الامة سيد هيكل مع احترامي لكل امالك و افكارك الكبيرة بتكوين دولة عصرية وطنية في مصر او في العالم العربي فقط احب ان اوضح لك ان انكم كنتم تغالطون الحقيقة و التاريخ لان عمق 1500 عام يقول ان هذه الامة لم ولن تلتف الا على مفهوم الدين الذي وحدها منذ مطلعها كفى انسياقاً وراء اوهام و عذرا
أبو عبد الهادي
الحجاز
لا شك بأن الأستاذ هيكل بارع وعقلية فذه اتابع حلقاته بل احاول متابعة اعادتها. لكن ما أن يتحدث عن عبد الناصر حتى يخرج عن كثير من التساؤلات التي لطالما طرحت وليس لها الا اجابه واحده ان القيادة المصرية خانت الله ورسوله والمؤمنين بصرف النظر عن كونها عميلة ام لا, فترك عبد الحكيم عامر وغيره هو قمة الخيانة وارى ان عبد الناصر استغل هيكل في حينها كما اشار الى ذلك أحد المقربين من ناصر
فخرى رمضان محمد
فلسطين السليبة
الاستاذ هيكل حفظه الله بارك الله فيكم و حفظكم و اطال فى عمركم اعتقد ان هذه الحقائق للتاريخ استاذنا لا زلنا نعانى من اثار عدوان 1967 حتى الان عل الله يجعل بعد الضيق فرجا
zakaryae
Casablanca
ألن يعترف أستاد هيكل بأن إستقالة ناصر كانت مجرد مناورة للبقاء في السلطة ؟ بل ربما حرب ٦٧ كانت نفسها مناورة للقضاء على منافسيه من قيادات الجيش !
zakaryae
Casablanca
ألن يعترف أستاد هيكل بأن إستقالة ناصر كانت مجرد مناورة للبقاء في السلطة ؟ بل ربما حرب ٦٧ كانت نفسها مناورة للقضاء على منافسيه من قيادات الجيش !